يأتي صيف هذا العام مختلفاً عندما يحل وفي أذهان مستقبليه ثقافة مغايرة حول الترشيد، ونبذ نمطية الاستهلاك السلبي للكهرباء التي تمثل الطابع العام للمجتمع، فقد أثمرت التعبئة اليومية التي ينفذها البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة "كفاءة" في حملة "تقدر.. تخفض فاتورتك من خلال مكيفك"، عبر أبرز الوسائل الإعلانية لتصل إلى أكثر من 20 مدينة من المدن الرئيسة في المملكة، بالإضافة إلى استخدام جميع الصحف الورقية والإلكترونية، ولوحات الطرق، وأبرز الفضائيات والإذاعات والشبكات الاجتماعية والمواقع الشهيرة، وكذلك عدد من الفضائيات وجميع الصحف المحلية ورقية وإلكترونية، في رفع مستوى الوعي وفقاً لاستطلاع سابق أجرته "سبق". ولن تتلاشى هذا العام معاناة المواطنين والمقيمين كل عام بسبب انقطاعات التيار المتكررة، وقبلهم الشركة السعودية للكهرباء والتي تشتكي أيضاً من قوة الأحمال وقت الذروة، ولكن ستخف وتيرتها قليلاً بناء على المعلومات التي اكتشفها المستهدفون من حملة "تقدر.." من أن قطاع المباني يستهلك أكثر من 80% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة، ويشكّل استهلاك أجهزة التكييف منها نحو 70%، وهذه، بحسب مراقبين، كفيلة بترشيد الاستهلاك، وبالتالي تخفيف الأحمال.
وفي ذات السياق، وامتداداً لجهود الترشيد، فقد منعت الجهات الرقابية عدداً كبيراً من الأجهزة غير المطابقة من التداول في السوق المحلي، وذلك بإعادة تأهيل 374 ألف جهاز تكييف، وإعادة تصدير 186 ألفاً، وتفكيك وإتلاف 40 ألفاً، ومصادرة أو جارٍ مصادرة 320 ألفاً، ليصل إجمالي ما سيتم منع تداوله في السوق المحلي إلى نحو 920 ألف جهاز تكييف.
وسيؤدي إحلال هذا العدد بأجهزة ذات كفاءة عالية، وعلى مدى العمر الافتراضي لأجهزة التكييف المقدَّر بعشر سنوات، إلى تحقيق وفورات في الوقود وتكاليف إنتاج واستهلاك الكهرباء تقدر ب 15 مليار ريال، منها مليار ونصف المليار ريال وفر على المستهلكين في تكلفة الكهرباء، كما يجري الآن التعامل مع نحو 180 ألف جهاز تكييف كحالات غش تجاري، استناداً إلى التدابير النظامية لدى وزارة التجارة والصناعة.