كشف عضو لجنة المناصحة ونائب مدير مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة في المعهد العالي للقضاء وأستاذ الفقه المقارن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومستشار مدير الجامعة الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن أن مؤشرات برنامج المناصحة رصدت تأثر مواطنات بالأفكار المتطرفة، وذلك خلال دورات عقدت في ست محافظات عبر تلقي اللجان أسئلة تتعلق بشرعية إيواء أزواج ينتمون للفكر المنحرف والتستر عليهم، وكذلك التكتم على أبناء يترددون على مواقع الإنترنت المشبوهة. ووفقا لتقرير أعده الزميل خالد الشلاحي ونشرته "عكاظ"، رأى الدكتور الميمن أن لجوء تنظيم القاعدة لتجنيد عناصر نسائية لتنفيذ مخططاته «لايعد توجها جديدا للتنظيم وليس بالأسلوب المبتكر، إنما هو جزء من استراتيجيات قديمة، فقد وجدت فكرة المصاهرة في فترة ما يعرف بالجهاد الأفغاني وما بعده، حيث عمد التنظيم إلى نشرها وتجنيد النساء من خلالها واستطاعوا من خلالها التأثير على المرأة للدخول في عالم الإرهاب، باعتبار تبعيتها لزوجها وتأثرها به، مستغلين الأحكام والقواعد الشرعية من أجل تجنيد المرأة للدخول في التنظيمات بدءا بالزوجة ليتم بواسطتها استجلاب عناصر نسائية أخرى». وأبان عضو لجنة المناصحة أن ما يحدث حاليا يعد تطورا نوعيا لدور المرأة في هذا الفكر، فقد أصبحت تمول وتجند وتؤوي وتتستر وفي بعض مناطق الصراع تحول دورها إلى المشاركة الفعلية في تنفيذ العمليات الإرهابية. وحول الدور الذي يجب أن تنفذه الجهات الأمنية والمؤسسات الأكاديمية والجهات الدعوية لتحصين الفتيات من خطر الفكر المتطرف، قال الدكتور إبراهيم الميمن «هناك جهود أمنية وفكرية جبارة بذلت لم تكن على شكل ردود أفعال، إنما على شكل استراتيجيات وأعمال مؤسسية تواجه أفكار الفئة المنحرفة لكن التوعية الفكرية الموجهة إلى المرأة لاتزال ضعيفة ولا يوازي الدور الأمني البارز الذي كشف عنه القبض على الإرهابية هيلة القصير، والتي أعلن عنها نظرا لدورها البارز في التنظيم المنحرف لكن على شاكلتها هناك الكثيرات». وأوضح عضو لجنة المناصحة أن هناك مؤشرات تدل على تأثر وتعاطف الفتيات في الجامعات والكليات بالفكر المتطرف، من بينها أسئلة نتلقاها تتعلق بشرعية إيواء وتستر المرأة على زوجها، وأسئلة تتحدث عن ما تقوم به المرأة إذا كان زوجها أو والدها متورطا في هذا الفكر ألا يكون ذلك من باب النصرة لزوجها أو القيام بواجبها تجاه زوجها بأن تخفي أمره، وأسئلة تتعلق بكيفية العيش في أجواء من الخصوصية مع أرباب هذا الفكر من خلال مواقع مشبوهة عبر الشبكة العنكبوتية. واعتبر الدكتور الميمن أن الجامعات ومؤسسات التعليم العام والمدارس يشوبها القصور في أداء واجبها تجاه تحصين الفتيات من أخطار التشدد والفكر المنحرف، وقال «لازال دور الجامعات وما دون الجامعة قاصرا والجهود الموجهة لاتتناسب مع حجم ومستوى التأثير الواقع بين الفتيات»، واصفا ذلك بأنه «غفلة وحسن ظن تجاه المرأة».
ودعا عضو لجنة المناصحة إلى وضع استراتيجيات للفترة المقبلة «تستهدف أوساط النساء وتأخذ دورا تأصيليا لا يأخذ بالعموميات إنما يأخذ طابع التخصص والمعالجات العميقة وكشف الشبهات لأن المعالجة الظاهرة لا تعدو أن تكون وعظا يأخذ الجانب الشرعي وحديثا عموميا لا ينبئ عن الموقف الشرعي تجاه هذه الأفعال».