تستضيف جدة ابتداء من السبت القادم المؤتمر الثاني لأكاديمية القدم السكري (FDA) الذي يستهدف أخصائيي جراحة التجميل والأوعية الدموية والجراحة العامة وجراحة العظام في المملكة العربية السعودية، حيث يناقش أحد أخطر مضاعفات مرض السكري. وتنبع أهمية المؤتمر من ارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري في المملكة، فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن عدد مرضى السكري في السعودية يتوقع أن ينمو بواقع 283 بالمائة بين عامي 2000 و2030، بسبب التغيرات في نمط الحياة ونوع الغذاء، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السمنة. كما تسجل المملكة ثاني أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج بعد الإمارات العربية المتحدة. يشمل برنامج المؤتمر، الذي يستمر خمسة أيام، محاضرات وورش عمل وعمليات جراحية مباشرة، بمشاركة 50 جراحاً من منسوبي وزارة الصحة، بالإضافة إلى عدد من أبرز رواد القطاع في المملكة، وسيتم منح المشاركين شهادة إنجاز من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، إضافة لاعتماد ساعات البرنامج عبر برامج التعليم الطبي المستمر (CME). كما يحظى البرنامج باعتماد قسم الجراحة وأمراض العظام في كلية الطب التابعة لجامعة كاليفورنيا سان دييغو، الولاياتالمتحدة الأميركية. يأتي هذا المؤتمر بعد النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الأول لأكاديمية مرض السكري (FDA) في جدة، الذي عقد في مارس الماضي 2011. يجمع المؤتمر -الذي ينطلق بدعم ورعاية وزارة الصحة وتنظمه سميث آند نيفيو المتخصصة في التقنيات الطبية لشفاء وترميم أجسام المرضى- عدداً من كبار الأطباء والخبراء في هذا المجال لحضور سلسلة شاملة ومكثفة من جلسات النقاش العملية ضمن برنامج متكامل ومعتمد. ويرأس مؤتمر أكاديمية القدم السكري (DFA) الدكتور خالد بن عبدالله استشاري أمراض السكري والغدد الصماء ومدير مركز السكري والغدد الصماء بمستشفى النور التخصصي بمكةالمكرمة، كما سيديره أحد أبرز الخبراء حول العالم وهو الأستاذ الدكتور جيريت مولدر من جامعة كاليفورنيا سان دييجو. من المقرر أن يتعرف المشاركون خلال هذا البرنامج على أحدث التقنيات في التعامل مع مرض السكري، مع التركيز بشكل خاص على الحالات العملية والإجراءات الجراحية المباشرة. وتُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر المناطق تأثراً بتبعات مرض السكري الذي ينتشر في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة تتراوح بين 25 و35 بالمائة بين البالغين. وترتفع نسبة حدوث الآفات في الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مصابي السكري في المنطقة، حيث تصيب نحو 50 بالمائة من كافة مرضى السكري. وبدورها، تعتبر قرحة القدم السكري واحدة من أكثر مضاعفات المرض شيوعاً وأشدها خطراً، ويمكن أن يؤدي إهمالها إلى بتر القدم والعديد من التأثيرات السلبية على أسلوب حياة المرضى وعائلاتهم، كما أن عدم تقديم العناية المناسبة للقدم وكشفها باستمرار- كارتداء الأحذية المفتوحة على سبيل المثال- قد يساهم في تطور قرحة القدم لدى مرضى السكري، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة قد تؤدي إلى ضرورة البتر. وفي تعليق لها أوضحت السيدة ليس رياشي المدير الإداري لدى سميث أند نيفيو في الشرق الأوس بأن المؤتمر الأول لأكاديمية قدم السكري (FDA) حقق نجاحاً كبيراً كمبادرة تعليمية تركز على الإدارة المتطورة لآفات الأطراف السفلية لدى مرضى السكري، مضيفاً بأن طرح هذه المبادرة في المملكة العربية السعودية للمرة الثانية يأتي بسبب ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري بين سكانها إلى حد كبير، حيث يعاني 1 من كل 4 سعوديين من مرض السكري، مشيرةً إلى أن المؤتمر يعقد في إطار التزام "سميث آند نيفيو" تجاه التعليم المستمر في المنطقة، مما يدعم ويشجع على رفع المعايير في القطاع الطبي. من جانبها، أوضحت السيدة هيفاء سلمان مدير المنتجات في قسم إدارة وعلاج الجروح المزمنة في الشرق الأوسط أن المؤتمر الثاني لأكاديمية القدم السكري يتعمق بشكل أكبر في الجوانب الجراحية لعلاج مرض القدم السكري، وهو مخصص لكبار الجراحين، مشيرةً إلى أن برنامج المؤتمر ينقسم إلى نصفين متساويين، أولهما يضم ورشات عمل، تليها جلسات نقاش عملية ودراسات في النصف الثاني من البرنامج وتتضمن جلستين مباشرتين لحالات سريرية يتم خلالهما استعراض عدد من التقنيات الجراحية، موضحةً بأن آراء المشاركين في المؤتمر الأول كانت إيجابية جداً، لذا يسرنا أن ننظم برنامجاً ثانياً بمشاركة الدكتور خالد طيب وبدعم كريم من وزارة الصحة. جدير بالذكر أن أكاديمية القدم السكري هي مبادرة تعليمية تم طرحها وتهدف للتركيز على النواحي العامة والمتخصصة التي تتعلق بالإدارة المتطورة لآفات الأطراف السفلية لدى مرضى السكري، حيث سيحصل المشاركون في المؤتمر بعد إتمامهم متطلبات البرنامج على شهادة إنجاز من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، بالإضافة إلى اكتسابهم ساعات معتمدة لبرامج التعليم الطبي المستمر (CME).