يناقش 50 جراحاً من منسوبي وزارة الصحة مضاعفات الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مصابي السكري وذلك خلال جلسات المؤتمر الثاني لأكاديمية القدم السكري (FDA) والذي تنطلق أعماله صباح بعد غداً (السبت) بجدة ويستمر لمدة خمسة أيام بدعم ورعاية وزارة الصحة واعتماد قسم الجراحة وأمراض العظام في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو بالولايات المتحدة الأميركية وبرامج التعليم الطبي المستمر (CME). حيث سيناقش أخصائيي جراحة التجميل والأوعية الدموية والجراحة العامة وجراحة العظام في المملكة خلال محاضرات وورش العمل التي يشهدها المؤتمر مضاعفات الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مرضى السكري والتي تُعد أخطر مضاعفات مرض السكري. وسيرأس المؤتمر الدكتور خالد بن عبدالله طيب استشاري أمراض السكري والغدد الصماء ومدير مركز السكري والغدد الصماء بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة رئيس مجلس إدارة جمعية شفاء، ويشارك فيه أحد أبرز الخبراء حول العالم وهو الأستاذ الدكتور جيريت مولدر من جامعة كاليفورنيا سان دييجو. وسيتعرف المشاركون في المؤتمر على أحدث التقنيات في التعامل مع مرض السكري، مع التركيز بشكل خاص على الحالات العملية والإجراءات الجراحية المباشرة، حيث سيتم منحهم شهادة إنجاز من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو إضافة لاعتماد ساعات البرنامج عبر برامج التعليم الطبي المستمر (CME). ويجمع المؤتمر الذي تنظمه سميث آند نيفيو المتخصصة في التقنيات الطبية لشفاء وترميم أجسام المرضى عدداً من كبار الأطباء والخبراء الذين يحضرون جلسات النقاش العملية ضمن برنامج متكامل ومعتمد. وتظهر أهمية المؤتمر وفقاً للإحصاءات التي تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُعد من أكثر المناطق تأثراً بتبعات مرض السكري، حيث ينتشر السكري في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة تتراوح بين 25 و35 بالمائة بين البالغين، في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة حدوث الآفات في الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مصابي السكري في المنطقة وتصيب 50 بالمائة من مرضى السكري. وتعتبر قرحة القدم السكري واحدة من أكثر مضاعفات المرض شيوعاً وأشدها خطراً حيث أن إهمالها يؤدي إلى بتر القدم إلى جانب التأثيرات السلبية التي تؤثر على حياة المرضى وعائلاتهم، في الوقت الذي يعتبر فيه أن عدم العناية المناسبة للقدم وكشفها باستمرار عبر ارتداء الأحذية المفتوحة على سبيل المثال قد يساهم في تطور قرحة القدم لدى مرضى السكري، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة قد تؤدي إلى ضرورة البتر. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن عدد مرضى السكري في المملكة العربية السعودية يتوقع أن ينمو بواقع 283 بالمائة بين عامي 2000 و 2030، وذلك بسبب التغيرات في نمط الحياة ونوع الغذاء الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السمنة، حيث تسجل المملكة ثاني أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج بعد الإمارات العربية المتحدة. وفي تعليق لها أوضحت السيدة ليس رياشي المدير الإداري لدى سميث أند نيفيو في الشرق الأوس بأن المؤتمر الأول لأكاديمية قدم السكري (FDA) حقق نجاحاً كبيراً كمبادرة تعليمية تركز على الإدارة المتطورة لآفات الأطراف السفلية لدى مرضى السكري، مضيفاً بأن طرح هذه المبادرة في المملكة العربية السعودية للمرة الثانية يأتي بسبب ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري بين سكانها إلى حد كبير، حيث يعاني 1 من كل 4 سعوديين من مرض السكري، مشيرةً إلى أن المؤتمر يعقد في إطار التزام "سميث آند نيفيو" تجاه التعليم المستمر في المنطقة، مما يدعم ويشجع على رفع المعايير في القطاع الطبي. من جانبها أوضحت السيدة هيفاء سلمان مدير المنتجات في قسم إدارة وعلاج الجروح المزمنة في الشرق الأوسط بأن المؤتمر الثاني لأكاديمية القدم السكري يتعمق بشكل أكبر في الجوانب الجراحية لعلاج مرض القدم السكري، وهو مخصص لكبار الجراحين، مشيرةً إلى أن برنامج المؤتمر ينقسم إلى نصفين متساويين أولهما يضم ورشات عمل، تليها جلسات نقاش عملية ودراسات في النصف الثاني من البرنامج وتتضمن جلستين مباشرتين لحالات سريرية يتم خلالهما استعراض عدد من التقنيات الجراحية، موضحةُ بأن آراء المشاركين في المؤتمر الأول كانت إيجابية جداً لذا يسرنا أن ننظم برنامجاً ثانياً بمشاركة د. خالد بن عبدالله طيب وبدعم كريم من وزارة الصحة. جدير بالذكر أن أكاديمية القدم السكري هي مبادرة تعليمية طرحتها تهدف للتركيز على النواحي العامة والمتخصصة التي تتعلق بالإدارة المتطورة لآفات الأطراف السفلية لدى مرضى السكري. يُشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الأول لأكاديمية مرض السكري (FDA) في جدة والذي عقد في مارس الماضي 2011م.