قال الإعلامي أحمد الشقيري إن برنامجه الشهير "خواطر" في موسمه العاشر هذه السنة يعالج قضايا تقليدية بأسلوب غير تقليدي، مثل أثر الصلاة من ناحية علمية، وأثر قراءة القرآن على الماء، وتأكيد أهمية الخشوع، وكذلك حلقة عن الصوم في الموسم تحت شعار "اهدنا الصراط المستقيم". وكشف الشقيري أنه لم يتم البت حتى الآن في استمرار البرنامج بعد الموسم الجديد، وأنه بعد أسبوعين سيتم أخذ قرار بإنهاء برنامج خواطر أو استمراره لموسم جديد العام المقبل. وفي التفاصيل، تطرق الشقيري خلال لقائه ببرنامج "لقاء الجمعة" مع الإعلامي عبدالله المديفر لملفات وأحداث وتساؤلات عدة وُجهت للشقيري من الشارع. وبرر الشقيري الصورة المتداولة لتقبيله يد الدكتور طارق السويدان، وتقبيل رأس الحبيب الجفري والاتهامات الموجَّهة له بانتمائه للصوفية وجماعة الإخوان المسلمين. وتحدث الشقيري خلال اللقاء حول رؤيته للأحداث في مصر، على الرغم من تجنبه الحديث عن السياسة، كما تحدث عن صحة خبر اعتقاله وعلاقته بالمسؤولين والقيادات العربية، والمقابل الذي يتقاضاه من برامجه ومحاضراته.
وحول برنامجه "خواطر" في موسمه العاشر قال الشقيري إنه يجب أن يكون هناك توازن بين إظهار السلبيات والإيجابيات، وأكد أنه في برنامجه يتحدث بشكل عام؛ فهو لا يحب الحديث عن شخص أو دولة باسمها. مشيراً إلى أنه في حلقة خواطر التي ستعرض خلال شهر رمضان القادم سيقدم مشاهد وقراءات لبعض الجوانب السلبية في اليابان وأمريكا، مثل التفكك الأسري وغيره، وقال: القرآن يجمع بين الإيمان والعمل الصالح، ونحن في برنامج خواطر سنحاول سد الثغرة في جانب العمل الصالح. وكشف الشقيري خلال اللقاء أنه لم يتقاضَ ريالاً واحداً على برامجه أو محاضراته، وقال: "أنا منذ دخولي مجال الإعلام لم يدخل جيبي ولا هللة، ولم آخذ هللة لقاء محاضراتي أبداً، فلقد اتخذت قراراً بعد دخولي هذا المجال أن يكون عملي خيرياً، وبدون أهداف مادية؛ لأني لدي - ولله الحمد - دخلي المادي الخاص من تجارتي وشركتي، الذي يكفيني وعائلتي".
الشقيري برر خلال اللقاء الصورة التي أثارت جدلاً، والتي يظهر فيها مقبلاً يد الدكتور طارق السويدان، وقال: "أنا عندما أتعامل مع أي شخص لا أهتم لأي مذهب ينتمي، وعندي مبدأ هو الاستفادة من الكل، ولو لقيت مؤلف كتاب العادات السبع ستيفن كوفي لقبلت رأسه". وأرجع الشقيري سبب تقبيله يد الدكتور طارق السويدان إلى أنه من باب الاحترام والمودة والحب، مشيراً إلى أنه كان في حالة شعورية، ولم يكن مخططاً لهذا الموقف، وهو الأمر الذي ينطبق على تقبيله رأس الشيخ الجفري كذلك.
ووجَّه الشقيري عتباً للدكتور طارق السويدان بقوله: "ليتك لم تكن دخلت في موضوع الإخوان؛ لأن مشاريعك أهم من أن تعلق على أحداث أنت بعيد تماماً عنها". ورأى الشقيري أن اعتراف السويدان بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين ومواقفه الأخيرة المؤيدة للإخوان كان لها التأثير على نسب قبوله وحضوره وتأثيره الذي تراجع عن السابق. وتابع يقول: "كنت أتمنى من الدكتور طارق السويدان ألا يدخل في الأحداث السياسية في مصر، ولم أعلم لانتماء السويدان للإخوان إلا منذ سنتين فقط". وقال الشقيري: "أنا لست صوفياً ولا وهابياً ولا إخوانياً.. أنا مسلم، وأتعامل مع كل من ينطق الشهادتين على أنه مسلم، ولن أنتمي لأي شيء، فأنا آخذ وأستفيد من الكل، وليس لدي أجندة سياسية، ولا انتماء لجماعات".
وأكد الشقيري عدم طموحه لأي منصب حكومي أو قيادي، مرحباً بالتعاون مع أي جهة خدمية، داعياً للنظر لأي شخص يظهر في الإعلام باعتدال ووسطية، ومشيراً إلى أن الإعلام بشكل عام هدفه تغيير وعي المشاهدين وفكرهم، وأشاد بعلاقاته الإيجابية بالقيادات العربية والمسؤولين، التي تتسم بالتواصل والمودة؛ لأنهم يعلمون بأنه ليس لديه أذية مبطنة، نافياً صحة خبر اعتقاله أو إيقافه وحتى ممارسة الرقابة على برنامجه سوى دقيقة واحدة قطعت من مجمل المواسم التسعة السابقة.
ويرى الشقيري أنه بعد سنوات ستقيّم آثار ونتائج الثورات العربية وما إذا كانت محمودة أم لا، مشيراً إلى أن لكل دولة ظروفها وتجربتها الخاصة بها، وقال: "ليس كل مصلح ثائراً، وليس كل ثائر مصلحاً"، مؤكداً أن الأمن من أكبر النِّعم، وأنه يدوم بالعدل، ويزول بالظلم.
وأضاف الشقيري "لست سياسياً، ولا أقرأ المشاهد السياسية". مشيراً إلى أنه فضّل الصمت وعدم الكلام والخوض في الأحداث في مصر نظراً لغياب الحقائق، وأنه لا يجد أي حرج في عدم إعطاء الرأي في مسائل لا تعنيه أو تخصه، وقال في تعليقه على الانتخابات المصرية: "المهم ليس من يحكم، ولكن كيف يحكم؟". ودعا من سيحكم مصر إلى القضاء على الفساد، وإلى الوحدة الوطنية والاهتمام بالتعليم وتحقيق حياة كريمة، واقترح في هذا الصدد الاستفادة من التجربة السنغافورية التي انتقلت من العالم الثالث إلى العالم الأول.
وحدد الشقيري النهضة بالتعليم بالاهتمام بالتربية أولاً قبل التعليم والمباني المدرسية وبالمعلم. وأضاف الشقيري "أُحَضِّر حالياً لإنشاء أكاديمية أو مخيم شهري، نقيم فيه دورات تدريبية لتطوير الذات في كل المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية وإدارة المال للوصول إلى الإحسان في كل جوانب الإنسان". مشدداً على أن هذا المشروع يخلو من أي بُعد سياسي.