أكد معارضون للسلطات المصرية الحالية أن النتائج النهائية غير الرسمية للانتخابات الرئاسية التي ظهرت، اليوم الخميس، استكمالاً لما وصفوه ب"المسرحية"، مشككين في كل الأرقام التي تم الإعلان عنها واعتبروها "مخالفة للواقع". وقال الناطق باسم التحالف الداعم للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، مجدي قرقر: "النتائج التي تم الإعلان عنها مخالفة للواقع التي بدت عليه الانتخابات من ضعف الإقبال، وجماهير الشعب المصري ومن بينها أنصار التحالف قاطعت الانتخابات".
وأضاف: "تقديراتنا تقول إن الأعداد المشاركة لم تتجاوز 10 إلى 12 % فقط من إجمالي الناخبين البالغين نحو 54 مليوناً".
وأردف: "هذه الانتخابات خطفت الإرادة الشعبية، كما خطف الانقلاب بمعرفة إرادة الشعب في كل الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها البلاد منذ 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك".
وحول النتيجة التي ظهرت باكتساح المشير "السيسي"، قال "قرقر": "كانت معركة من جانب واحد، وما خاض صباحي السباق إلا ليكون محللاً، لتمهيد الطريق للسيسي للجلوس على كرسي الحكم، وهو ما ظهر في سحب مندوبيه من مراكز الاقتراع حتى يتيح الفرصة للتزوير".
وكان "صباحي" قد قال في لقاءات تلفزيونية الأسبوع الماضي، خلال فترة الدعاية التي سبقت الانتخابات، إنه خاض الانتخابات من أجل إحداث حراك حقيقي في الشارع ومن أجل الحفاظ علي مكتسبات الثورة، وأرجع، في بيان له خلال فترة الاقتراع، قراره سحب مندوبيه، إلى "الانتهاكات التي شهدتها العملية الانتخابية وقرار اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات بمد التصويت ليوم ثالث".
في سياق متصل، قال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، في بيان له، اليوم: "إرادة الشعب قالت كلمتها، وفضحت المقاطعة الواسعة لمسرحية رئاسة الدم".
وأضاف: "المقاطعة الواسعة لصناديق الانقلاب كانت بمثابة الضربة القاضية لإسقاط وهم الغطاء الشعبي الذي روّج له قادة الانقلاب".
وقال حزب مصر القوية الذي يترأسه السياسي البارز عبد المنعم أبو الفتوح: "الإحجام الواضح لنسبة كبيرة من الشعب عن التصويت حتى في ظل الأرقام المعلنة والتي تثير علامات استفهام كبيرة بعد استخدام كل أساليب الترغيب والترتيب والحشد، توصّل رسائل بالغة الوضوح مفادها أن حالة الإجماع المزعوم ما هي إلا صناعة إعلامية محضة، وأن فكرة الزعيم الذي يأمر فيطاع غير مقبولة".
وأضاف في بيان له اليوم: "الشعب لم يعد يقبل بالأكاذيب والفرقعة الإعلامية التي لا تستطيع أن تغير الواقع أبداً مهما بدت ضخامة تلك الأكاذيب ومهما أنفق عليها من أموال، والشعوب لا تقبل الاستعلاء والكبر من أحد بغير رضاها مهما كانت مكانته الحقيقية أو الزائفة".
إلى ذلك، قال عضو المكتب الساسي لحركة 6 أبريل محمد يوسف: "الأرقام المعلنة عن الانتخابات كاذبة، ولا تمت للواقع بصلة".
وأضاف: "النسبة التقديرية التي رصدتها الحركة عبر منظمات المجتمع المدني لا تتجاوز 12 مليون ناخب فقط، وهو ما يعني أن ما تم الإعلان عنه هو بيانات وتقديرات كاذبة".
وأظهرت النتائج النهائية، غير الرسمية، للانتخابات الرئاسية المصرية، اليوم الخميس، فوز وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي بفارق كبير للغاية على منافسه السياسي البارز، حمدين صباحي.
وحصل "السيسي" على 23 مليوناً و521 ألفاً و722 صوتاً بنسبة 96.7 في المائة من الأصوات الصحيحة داخل مصر، فضلاً عن 296 ألفاً و628 صوتاً في انتخابات الخارج التي انتهت يوم 19 مايو الجاري، وهو ما يرفع أعداد الأصوات التي حصل عليها إلى 23 مليوناً و818 ألفاً و350 صوتً، ليحافظ على النسبة الإجمالية نفسها وهي 96.7 %.
وحصد منافسه "صباحي" على 791 ألفاً و153 صوتاً داخل مصر، بالإضافة إلى 17 ألفاً و207 أصوات في انتخابات الخارج التي انتهت قبل أيام، وهو ما يرفع أعداد الأصوات التي حصل عليها إلى 808 آلاف و360 صوتاً، بنسبة 3.3 %.