هذه المرة لم يكن البحر فيها غداراً كما هو المعتاد، ولكن رُبان المركب هو من كان الغدار، بعد أن استأجروه من أجل أن يمكث معهم فترة الغوص في البحر، فهرب وتركهم أربعة يغوصون في عمق البحر بالقرب من جزيرة الشراع. وكان رابعهم أحمد الذروي الذي نزل للسباحة بجوار المركب، إلا أن قائد المركب انتهز الفرصة ولاذ فاراً، بل كان يرافقه طفل صغير كان يقول له أثناء هروبه "أبي ارجع لهم" مراراً وتكراراً، ولكن قال: له اسكت وإلا رميتك في البحر!.
قليل من ينجو من البحر في مثل حالة الشاب أحمد الذروي، ولكن قدرة الله ومشيئته أن يمد في عمره ويخرجه سالماً، حيث لم تكن لديه معدات الغوص وأنبوب الأكسجين كرفاقه منذ أن تركهم قائد المركب وهرب في العاشرة والنصف وحتى الساعة التاسعة و40 دقيقة في ذلك الوقت الذي عثر على أحمد في شاطئ الطرفة بصبيا.
سحبه التيار نحو أكثر من 15 كلم من جزيرة الشراع التي كان يبعد عنها نحو كيلو ونصف الكيلو متر، وهو مستمر في الصراع مع التيار والموج حتى فقد وعيه.
ويقول "الذروي" ل"سبق" إنه بعد أن فقد وعيه استيقظ بعد أن ضربه الموج على وجهه، في وقت الغروب، استمر في محاولة الخروج والسباحة إلا أن قدمه اليمنى تعرضت للسعة، لم يعد يشعر بها، وواصل المحاولات بقدم واحدة، في تكرار حالات الإغماء، ثم السباحة على ظهره حتى وصل للشاطئ وهو في حالة عدم تصديق بعد 25 كيلومتراً من السباحة تقريباً.
وتابع: وصلت للشاطئ أقمت الصلاة وصليت، ثم تابعت سيري نحو مركز حرس الحدود بقدم واحدة، كنت أصرخ وأصرخ، وهم يبحثون عني في البحر وأشاهدهم وأنا في البر وبعد أن عكست زعانف السباحة الضوء رأوني وقدموا لمساعدتي، وأغمي علي ونقلت للمستشفى فوراً.
ولايزال أحمد الذروي في مستشفى صبيا العام يتلقى العلاج، وقائد المركب قبضت عليه الجهات الأمنية.
وكشف أحمد ل"سبق" أن زملاءه أيضاً تعرضوا لصعوبات في البحر حيث انقطع الأكسجين عن أحدهم وبقي في البحر، وبين أن أول، الناجين من البحر هو من أبلغ حرس الحدود عن الحادثة.
وكانت "سبق" قد انفردت في حين غرق أحمد ورفاقه بنشر الحادثة، وأوضح في ذلك الوقت العميد عبدالله بن محفوظ متحدث حرس الحدود ل"سبق" محمد بأن فرق الحرس أنقذت الشاب الذي غرق في عرض البحر الأحمر في زمن قياسي، وذلك بعد نزوله للسباحة في موقع قريب من جزيرة شراع في البحر الأحمر التابعة لمنطقة جازان، بعد أن كثفت الجهات الأمنية البحث عنه بواسطة طيران البحرية ودوريات حرس الحدود البحرية.
وأوضح الناطق الإعلامي لحرس الحدود بمنطقة جازان عبدالله بن محفوظ ل"سبق" أنه ورد بلاغ لمركز شراع عند الساعة الواحدة وخمس دقائق ظهراً، أوضح أن الزوارق من مركز الطرفة والدوريات البحرية بقطاع بيش انطلقت في حينه للبحث عن مفقود، بعد أن عاد مركب "جنى الخير" الذي انطلق بقيادة مالكه والعثور على ستة سعوديين كانوا يرافقونه. وأفاد بأن الشخص الأخير لبس النظارة الخاصة بالسباحة ولم يتم العثور عليه، وتابع بأنه تم البحث عن طريق الطيران، وتوزيع الدوريات في مربع الحدث، وتم العثور عليه بعد أن عاد وهو يسبح بالقرب من الطرفة، وتم انتشاله وعمل الإسعافات الأولية له، وهو بحالة جيدة ولله الحمد.