لا يتوقف رنين الهاتف في مكتب كيل كوندون مع اقتراب نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010، حيث يسعى سياح ورجال أعمال يتخوفون من كثرة الجرائم في جنوب إفريقيا، للحصول على خدمات حراس شخصيين. وقال رئيس شركة دي أند كي منجمنت كونسيلتنت: "وظفت 48 شخصاً إضافياً، لكني قد أوظف آخرين"، مشيراً إلى أن رقم أعماله تضاعف ثلاث مرات بفضل كأس العالم لكرة القدم. ويدفع زبائنه من ألفين إلى أربعة آلاف رند (200 إلى 400 يورو) يومياً، بحسب مستوى المخاطر لقاء مرافقتهم بشكل دائم من قبل حارس أو حارسة مزودين بسلاح عيار 9 ملم. وهؤلاء الحراس الشخصيون ومعظمهم ممن كانوا يعملون في الجيش أو الشرطة، مدربون على إطلاق النار والقيادة في الحالات الطارئة وتقديم الإسعافات الأولية وعلى إعداد جداول زمنية ومسارات زبائنهم. وأوضح كوندون أن العمل كحارس شخصي لا يعني الارتماء وسط الطلقات كما تصوره أفلام السينما، مهمتنا تتمثل في التخطيط لحياتكم بدلاً عنكم خلال فترة الزيارة. ويدرك الزبائن وهم أثرياء قدموا من مواقع مختلفة جداً، أن جنوب إفريقيا هي إحدى أخطر دول العالم وتحدث فيها 50 جريمة قتل يومياً، وقال كوندون:" إنهم يطلبون خدماتنا من أجل راحة البال". ويوجد في جنوب إفريقيا ما مجموعه 375 ألف رجل أمن مرخص لهم مقابل 180 ألف شرطي. وخلف الأسوار والحدائق تتناثر لاقطات الحركة المرتبطة بأنظمة إنذار ومضاءة بأضواء كاشفة ساطعة، وثبتت على النوافذ قضبان معدنية، في حين وضعت على الأبواب أقفال متعددة. أما الفقراء فإنهم يحاولون التحصن بالأسلاك الشائكة وقطع القوارير وبوضع سياج على الشبابيك. وقال جونيور يالي المسؤول في وكالة بوا للخدمات الأمنية الذي تمكن من الفوز بعشرين عقد "حراسة شخصية" في المونديال: "الكل يحاول حماية نفسه، هناك من لديه سلاح ناري أو سكاكين أو عصي"، لكنه أكد أن هناك حلاً أقل تكلفة بكثير لتفادي المجرمين وقال:"النصيحة الكبرى في جنوب إفريقيا هي عدم إظهار أنك تملك مالاً وعدم لفت الانتباه".