أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في تصريح، أنه سيتم التأكد من صحة تسلم وزارة الداخلية خطاباً من نشطاء في مجال حقوق الإنسان، مطالبين بالقيام بمظاهرة سلمية احتجاجاً على ما قامت به إسرائيل من جرم تجاه قافلة الحرية، وكانت معلومات أشارت إلى قيام عدد من نشطاء في مجال حقوق الإنسان بتسليم وزارة الداخلية خطاباً رسمياً يطالبون من خلاله بالقيام بمظاهرة سلمية للاحتجاج على ما قامت به إسرائيل ضد قافلة الحرية، وذلك يوم الخميس المقبل على طريق النهضة، حيث حددوا في خطابهم بدء المظاهرة من الساعة الرابعة عصراً، وتنتهي عند الساعة السادسة بمشاركة علماء ومثقفين ومهتمين بالشأن العام "طبقاً لما نشرته اليوم جريدة اليوم". وقال الدكتور عبد الرحمن حامد الحامد "الأستاذ في الكلية التقنية ببريدة" أنه ومجموعة من النشطاء الحقوقيين تقدموا بطلب للحصول على إذن من وزارة الداخلية, لتنظيم التظاهرة في شارع النهضة شرق الرياض, لمدة ساعتين، يوم الخميس القادم، من الساعة الرابعة حتى السادسة مساء, للتعبير عن غضبهم واستنكارهم , للحادث الإجرامي الذي ارتكبته القوات الإسرائيلية ضد السفينة التركية "مرمرة" التي كانت ضمن "أسطول الحرية", لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة, والذي ذهب ضحيته تسعة قتلى وعشرات المصابين. وقال "الحامد" ل "سبق": إن التظاهرة ليست إلا تعبيراً عن مشاعرهم تجاه هذا الحادث الإجرامي البشع, ولإعلان التضامن مع الإنسانيين الذين كانوا على متن السفينة, ونفى "الحامد" أي ارتباط للدعوة إلى هذا التجمع بأي جهة أو شخص في الخارج, مؤكداً التزام من تقدموا بطلب الإذن بالتجمع من وزارة الداخلية، بالقرار الذي يصدر, مشيرا إلى أنه إذا رفض طلبهم سيلتزمون بالقرار, وإذا سمح لهم فأنهم سيلتزمون بتعليمات الأجهزة الأمنية, للحفاظ على الأمن, وعدم إعطاء الفرصة لأي شخص بالعبث بالأمن. وعن صفة المتقدمين لطلب الإذن بالتظاهرة للاحتجاج على الحادث قال: نحن حقوقيون ومهتمون بالشأن العام, ونشطاء في المجتمع المدني. وأشار إلى أن فكرتهم بدأت بعد الجريمة التي ارتكبها الصهاينة, وقال: كتبنا خطاباً لسمو وزير الداخلية للسماح لنا بهذا التجمع. وعن الرؤية الشرعية لكبار علماء المملكة, التي تحرم هذه التظاهرات حفاظاً على الأمن والاستقرار, قال "الحامد": إذا كان هناك من يحرم هذه المسيرات والتظاهرات فإنه يستند إلى دليل بأنها تؤدي إلى الفتنة, وعدم جوازها من باب سد الذرائع, ونحن نختلف مع هذا الرأي بالقول: إن هذه التجمعات "تعبير سلمي منضبط يمنع الفتنة", مضيفا أن "الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص بحرمتها, وهذا تعبير سلمي ". وكررت "سبق" على د. الحامد السؤال: "ماذا لو لم يُرد بالإيجاب على طلبهم؟", قال مؤكداً: قطعاً سنلتزم بالأمر ونلغي التجمع إذا لم نحصل على الإذن.وعن تقديمهم للطلب بالتظاهرة قال د. الحامد: أرسلنا طلب الإذن بالتظاهرة إلى وزارة الداخلية . من جانب آخر، أصدر مجلس هيئة حقوق الإنسان في جلسته التي عقدها أمس، السبت، برئاسة الدكتور بندر العيبان بياناً ندد فيه بالجريمة النكراء التي ارتكبتها سلطات الكيان الصهيوني على سفن المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة، وشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي البحري الذي يكفل حرية حركة الملاحة لمثل هذه السفن في المياه الدولية، وقد نتج عن الاعتداء الصهيوني إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء، الذين كانوا ضمن "قافلة الحرية"، وأعرب مجلس الهيئة عن تعازيه الخالصة لذوي الضحايا الذين قضوا من جرّاء القرصنة البحرية وإرهاب الدولة الذي مارسه الكيان الصهيوني، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين. أما عن الرؤية الشرعية لهذه التجمعات والتظاهرات، فيرى سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن التظاهرات " أعمال غوغائية وضوضاء لا خير منها", جاء ذلك في رد لسماحته على التظاهرات التي شهدتها بعض البلدان العربية احتجاجاً على العدوان على غزة, في ذلك الوقت. ورداً على سؤال عما هو أنفع للفلسطينيين المتضررين، قال المفتي العام في رده: الغوغائية لا تنفع بشيء، وإنما هي مجرد ترهات، ولكن بذل المال والمساعدات هو الذي ينفع، فالمظاهرات لا خير فيها ولا مصلحة منها، وإنما غوغاء وضوضاء لا خير منه. كذلك وصف عضو هيئة كبار العلماء رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق الشيخ صالح اللحيدان هذه التظاهرات بأنها "استنكار غوغائي"، معتبراً أنها "من باب الفساد في الأرض، حيث تشهد أعمال فوضى وتخريب". وقال "اللحيدان": حتى إذا لم تشهد المظاهرات أعمالاً تخريبية، فهي تصد الناس عن ذكر الله، وربما اضطروا إلى أن يحصل منهم عمل تخريبي لم يقصدوه، وحثّ فقط على الدعاء للفلسطينيين بظهر الغيب.