في سابقة لم تحصل منذ 50 عاما، قضت محكمة فرنسية بتغريم وزير الداخلية الحالي بريست أورتوفو 750 يورو بعد إدانته بالإدلاء بتعليقات عنصرية ضد شاب عربي أثناء تجمع سياسي غير رسمي. وقال محامي الوزير الفرنسي إن السيد أورتوفو سيطعن في الحكم الذي يتضمن أيضا دفعه مبلغ ألفي يورو على سبيل التعويض. واستند الحكم على تسجيل فيديو يظهر فيه الوزير المقرب من الرئيس نيكولا ساركوزى في سبتمبر الماضي وهو يضحك مع ناشطين في الحزب الحاكم وكان يجلس إلى جوار عضو آخر في الحزب من أصول عربية.
لكن امرأة في هذا الاجتماع، قالت للوزير: إن الشاب "أمين" كاثوليكي ويأكل لحم الخنزير ويشرب الكحول.
فقال لها الوزير: حسنا هذا لن يجدي على الإطلاق أنه لا يناسب النموذج المثالي.
لكن عضوا آخر رد على الوزير قائلا له: "إنه واحد منا. إنه العربي الصغير المنتمي لنا". فرد الوزير حينها: "نحن دائما نحتاج إلى واحد. عندما يكون هناك الكثير منهم تكون المشكلات".
ونفى الوزير بشدة أن يكون عنصريا، وقال: إن تعليقاته كانت تتعلق بالصور التي تلتقط له مع أشخاص من مناطق مختلفة.
كما أن الشاب نفسه النشط بالحزب الحاكم نفى أن يكون قد شعر بالإساءة من تعليق أورتوفو. وفي أولى ردود الفعل على الحكم على الوزير، سارع حلفاء في الحكومة إلى دعم أورتوفو، في حين اعتبر المحامي المتخصص بقضايا العنصرية نيكولا بونوا أن هذا الحكم هو انتصار كبيرللعدالة ومكافحة العنصرية. وطالب " بينوا أنون" الناطق باسم الحزب الاشتراكي المعارض باستقالة وزير الداخلية. كما أن حركة مناهضة العنصرية وتشجيع الصداقة بين الشعوب- التي تمثل جانب الادعاء المدني في القضية- طالبت أورتوفو بالاستقالة من منصبه، مشيدة بحكم القضاء الفرنسي بإدانة وزير الداخلية، الذى يعد الحكم الأول الذى يدين وزير في الجمهورية الفرنسية الخامسة بسبب توجيه إهانات عنصرية. لكن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أعرب عن مساندته وثقته الكاملة في وزير داخليته، مشيدا باحترامه للناس والقانون وبالمجهود الكبير الذى يبذله من أجل أمن الفرنسيين.