وصف فضيلة الشيخ صالح اللحيدان "عضو هيئة كبار العلماء رئيس المجلس الأعلى للقضاء السابق" فتوى "إرضاع الرجل الكبير" بأنها "كلام فاسد", وأن ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاص بسهيلة زوجة أبي حذيفة, وقال: لللأسف، ما كان الناس في المملكة يتجرؤون على الخلافات, وما كان أحد يخالف المفتي العام في فتوى عامة, وعن حادثة الاعتداء على أسطول الحرية قال الشيخ اللحيدان: لا يمكن أن يتجرأ اليهود على هذه الأفعال إلا لأنهم أمنوا العاقبة, فلا أحد يعاقبهم. جاء ذلك رداً على الأسئلة التي وجهت إلى الشيخ صالح اللحيدان, عقب درسه الأسبوعي مساء أمس - الذي يلقيه كل يوم اثنين من المغرب إلى العشاء - في شرح المتون, ضمن سلسلة الدروس العلمية التي ينظمها جامع عثمان بن عفان بحي الوادي شمال شرق الرياض, ويشرف عليه الشيخ الدكتور يوسف المهوس "إمام وخطيب الجامع". ففي سؤال وُجه لفضيلة الشيخ اللحيدان عن فتوى إرضاع الرجل الكبير، قال الشيخ: لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما قال: "من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي " أو في معنى الحديث, مؤكداً أن رضاع الرجل الكبير كلام فاسد, وأن أمهات المؤمنين استنكرن على عائشة, مضيفا أن ما ورد في هذا الأمر خاص بسهيلة زوجة أبي حذيفة, وعلينا الالتزام بسنة رسول الله وسنة الخلفاء الراشدين من بعده. وقال الشيخ اللحيدان: للأسف، ما كان الناس في المملكة يتجرؤون على هذه الخلافات, وما كان أحد يخالف المفتي العام في فتوى عامة, الآن كثرت التجرآت على الفتوى, إننا نريد أن نحمي الشريعة وأن نصونها, فالمفتي يفتي للأمة, ولكن هناك الفتاوى الشخصية التي تتعلق بأمر خاص وبشخص بذاته, وهذه يجيب عليها طلبة العلم، فلا حرج عليهم في ذلك. وحذر الشيخ اللحيدان من تتبع الأخطاء, وقال: نصيحتي لطلاب العلم بعدم تتبع الأخطاء, وإذا وقع خطأ من شخص يبلغ بخطئه, وعلى المخطئ ألا يسعى إلى تبرير خطئه. وطالب بتوحيد الكلمة والبعد عما يفرق الأمة, ويزرع الفتن والضغائن والأحقاد, كما حذر من النميمة في المجالس، وذِكر الناس بما يكرهون, وقال: "يجب أن تكون مجالسنا نظيفة من الغيبة". وسئل الشيخ اللحيدان عن العدوان الصهيوني على أسطول الحرية الذي كان يحمل المعونات لأبناء غزة, فدعا للإسلام والمسلمين بالعز والنصر، وأن يريهم الله عجائب قدرته في أعداء الله, مطالباً المسلمين بالالتزام بشرع الله, وتحكيم شريعته, وأن يحرموا ما حرم الله, ويحلوا ما أحله الله, وأن يحفظ الله المملكة ويوفق ولاة أمرها إلى كل الخير، وقال: "لا يمكن أن يتجرأ اليهود في القيام بهذه الأفعال إلا لأنهم أمنوا العاقبة" وتساءل عمن دمر أفغانستان والعراق واحتلهما, مشيراً إلى دور الدول الكبرى, التي ارتكبت المجازر وسفكت الدماء ودمرت وأبادت.