حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل الثلاثاء من مغبة اختبار صبر انقرة ودعا الى "معاقبة" الدولة العبرية على "المجزرة الدموية" على متن سفن الاغاثة المتوجهة الى غزة. وقال اردوغان امام اعضاء البرلمان التركي في رد غاضب على الهجوم الاسرائيلي ان "المجزرة الدموية التي ارتكبتها اسرائيل ضد السفن التي تحمل مواد اغاثة الى غزة تستحق الادانة". وقال ان "الهجوم الوقح وغير المسؤول الذي شنته اسرائيل والذي ينتهك القانون ويدوس على الكرامة الانسانية، يجب ان يعاقب بكل تاكيد". وقال وسط تصفيق الحاضرين "يجب ان لا يختبر اي كان صبر تركيا". من جهتها اجمعت الصحف التركية على التنديد بالهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول المساعدة للفلسطينيين في قطاع غزة الذي اوقع ضحايا اتراكا، مؤكدة انه اضر بالعلاقات التركية الاسرائيلية بشكل لا يمكن اصلاحه. وكتبت صحيفة راديكال الليبرالية على خلفية سوداء اشارة الى الحداد "رصاصات اطلقت على الانسانية". وقال كاتب افتتاحية الصحيفة ان "اسرائيل تجاوزت الحدود" مشيرا الى ان الاتراك الذين سقطوا قتلى في السفينة التركية التي تعرضت الاثنين لهجوم القوات الاسرائيلة هم اول ضحايا يقتلون بسلاح اجنبي منذ التدخل العسكري التركي في قبرص (1974). وركزت صحف عديدة عناوين صفحاتها الاولى على تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي وصف هجوم اسرائيل ب"ارهاب دولة". واعتبرت صحيفة "ديلي نيوز" التركية الصادرة بالانكليزية ان الهجوم يدق "المسمار الاخير في نعش" العلاقات التركية الاسرائيلية التي تضررت الى حد كبير اثر الهجوم الاسرائيلي الدامي على قطاع غزة قبل عام ونيف الذي انتقدته انقرة بشدة. واوردت الصحيفة تصريح نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحكومي حسين تشيليك الذي اكد "ان علاقاتنا مع اسرائيل لن تكون على ما كانت عليه ابدا". وراى كاتب المقال الافتتاحي لصحيفة ملييت الليبرالية ان رد الفعل الشديد من قبل انقرة التي استدعت سفيرها في تل ابيب والغت مناورات عسكرية مع اسرائيل، "يدل على ان العلاقات الثنائية هي عند نقطة الصفر". وقال "صحيح ان علاقات اسرائيل مع المجتمع الدولي متوترة، وهذا التوتر ينعكس في المقام الاول على التعاون التركي الاسرائيلي". وعلق سادات ارغين كاتب افتتاحية صحيفة حرييت الواسعة الانتشار بقوله "ان العلاقات مع اسرائيل بلغت ادنى مستوى، ومن الصعب الان اصلاحها". واعتبرت امبرين زمان الاخصائية في مسائل الشرق الاوسط في صحيفة خبر التركية "ان اسرائيل فقدت صديقها الوحيد" تركيا. وطالبت اسرائيل بالاعتذار من تركيا الوسيلة الوحيدة بنظرها لاصلاح ذات البين. وان كانت كافة الصحف نددت بصوت واحد بوحشية الهجوم الاسرائيلي فان بعض المعلقين ينتقدون ادارة الحكومة التركية لهذه الازمة مع اسرائيل غير المسبوقة من حيث حجمها. ورات صحيفة جمهورية المعارضة ان تركيا كان بوسعها منع المنظمة الانسانية الاسلامية التركية، هيئة الاغاثة لحقوق الانسان والحرية التركية، من تنظيم مثل هذه البعثة "المحكوم عليها بالقمع" من قبل الاسرائيليين.