أكد عبدالرحمن عايل، مخرج فيلم داعش على اليوتيوب، في حديث خاص ل"سبق"، أن الهدف من فكرة الفيلم هو إيضاح الصورة الحقيقية لمَوَاطن القتال في سوريا، ورفع مستوى الوعي لدى الشباب المتحمس للجهاد في أشياء لم يختاروها لأنفسهم بل وُضعوا فيها بسبب التغرير بهم بسبب بعض الفتاوى المغرضة.
وقال عايل: كان لي تجربة سابقة مع الجهاد، واطلعت عن قرب على تلك الجماعات والمنظمات التي تشغل الشباب عن القضايا الكبيرة والرئيسية، وهي نصرة المظلومين والدفاع عنهم، وجرهم إلى قضايا صغيرة وصراعات بين الجماعات أنفسهم وتصفية حسابات لا تخدم القضية الأم التي جاؤوا من أجلها.
وواصل حديثه بأن هناك مشايخ يفتون بالجهاد وهم يعيشون في رفاهية كاملة، ولم يتحملوا المسؤولية ويراعوا الله في أولئك الذي زُج بهم في مَوَاطن الفتن، ولا في أهليهم المكلومين، ومن هنا بدأت تلك الفكرة؛ ليكون الشباب على دراية بما يحيط به من أفكار ومخططات ما أنزل الله بها من سلطان.
وأكد أنه تعرض إلى عدد من التهديدات بالقتل من قبل عناصر التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي منذ نشر فيلمه القصير. واختتم حديثه قائلاً: يعجبني المثل القائل "اسأل مجرب ولا تسأل خبيراً".
يُذكر أن الفيلم الذي أُنتج تحت اسم "داعش" حقق مشاهدات عالية على موقع يوتيوب على مدار الأيام الماضية. ويُحذر الفيلم الذي لا تتجاوز مدته 15 دقيقة من خطورة الالتحاق بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بدعوى الجهاد.
ويروي الفيلم قصة شاب سعودي، اسمه عبيد الله، ذهب إلى سوريا بقصد الجهاد في سبيل الله بعد أن أرشده لذلك شيخ اسمه أبو الزبير، وبعدها وقع في أيدي الدولة الإسلامية في العراق والشام بتهمة القتال ضد "المجاهدين"، فحكموا عليه بالقتل تعزيراً.
ويسلِّط الفيلم الضوء على فاجعة الأهل بأولادهم الذين يُقتلون في مَواطن القتال خارج السعودية، فيظهر والد عبيد الله مخنوقاً بعبراته لحظة تلقيه النبأ بمقتل ابنه في سوريا.
وتعتمد قصة الفيلم على الخيال؛ إذ يظهر "عبيد الله" بين أهله لحظة فاجعتهم فيه، كما يظهر جانبٌ من التجارة التي يمارسها البعض بالتغرير بالناس بدعوتهم إلى الجهاد في سوريا وجمع المساعدات.
ويدخل عبيد الله على الشيخ (أبو الزبير) فيجد عنده متبرعًا بالمال للمجاهدين في سوريا، وبعد خروجه يقول له: "شيخ (أبو الزبير)، يقولون لي إني كافر وإني مرسل من المباحث، عطيتهم اسمك ما عرفوك. يا شيخ أنا انقتلت على يد المسلمين. يا شيخ كبَّروا على رقبتي كبَّروا ونحروني". سائلاً "هل أنا في النار أم في الجنة يا شيخ؟".
من جهة أخرى، كان العايل أحد المشاركين فيما أُطلق عليه الجهاد في العراق إبان الاحتلال الأمريكي، قبل أن يعود إلى السعودية ويتحول إلى صناعة الأفلام، ويحقق جوائز عدة في مهرجانات خليجية.