أكد فضيلة إمام خطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ حسين آل الشيخ، أن نشر الأخبار دون التثبت من صدقها وصحتها منهي عنه شرعاً ومبغوض طبعاً وعرفاً فكم من أخبار متناقلة مجردة عن الحقيقة أنتجت أضرارًا عظيمة وولدت شرورًا كبيرة، ومن هنا جاء النهي القاطع عن نشر ما لا مستند على صحته وصدقه، قال تعالى "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، موضحاً أن الشائعات نخرت جسد الأمة وحققت للأعداء بغيتهم. وحذّر فضيلته في هذا الصدد من نشر أخبار لا برهان على صدقها بوصفه نوعاً من نشر الزور داعياً المسلم إلى حفظ لسانه وصون قلمه وكتابه من نشر الزور وأن يسلك المنهج الإلهي والالتزام بالهدي النبوي، لقوله عليه الصلاة والسلام"أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ, قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُول اللَّهِ, قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ"، وَكَانَ مُتَّكِئًاً, فَجَلَسَ، فَقَالَ: " أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ".
وأضاف الشيخ آل الشيخ أن الشائعة المبنية على الكذب بضاعة المنافقين وسبيل المرجفين، حيث حذرت النصوص الشرعية من الكذب بأنواعه ومن ذلك نقل الشائعة مع العلم بكذبها والنقل المبني على الظن والشكوك مستدلاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار"، مشيراً أنها وسيلة من وسائل الأعداء لمحاربة الأمة في دينها ودنياها وأمنها وأمانها ورخائها واستقرارها وفي سلمها وفي حربها، لافتاً في هذا الصدد إلى تلك الإشاعات المغرضة التي تبث في جو ملائم وتربة خصبة وفرصة مناسبة لتحقيق أهداف قذرة خاصة في مثل هذا الزمان الذي انتشرت فيه وسائل نقل الشائعة بشكل كبير. وشدد فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة على أن الشائعات ظاهرة اجتماعية خطيرة لكونها تعتمد في بث الأخبار وانتشارها بين الأفراد والمجتمعات على عدم الاستناد على برهان أو دليل على صحتها وسلامتها وعلى النقل في ظروف من الغموض واللبس والشكوك، فتحدث بين الناس بسبب ذلك حالات من الخوف والهلع مما ينتج آثار سلبية على الأفراد والمجتمعات والدول.
ولفت فضيلته إلى أن الشائعات قد نخرت في جسد الأمة ونشاطاتها المختلفة وحققت للأعداء بغيتهم وخدمت أهدافهم السيئة، لذا جاءت شريعة الإسلام بالتوجيهات الواضحة بحفظ المجتمع وحمايته من كل ما يلحق به الضرر أو يؤدي به إلى الفساد ومن ذلك محاربة أنواع الشائعات الباطلة وبث الأخبار الكاذبة، فأمرت بحفظ الألسن وصيانة الأقلام مما لا دليل على صحته ولا برهان على صدقه، مستدلاً بقوله تعالى: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا".