نزل خبر وفاة شاعر المحاورة الشهير عبد الله بن شايق، كالصاعقة على مُحبيه بعد أن وافته المنية إثر حادثٍ مروري، عصر أمس، هو وثلاثة من أبناء عمومته في طريق الرياض - الطائف. وكان ابن شايق في الليلة التي تسبق وفاته مدعواً في الاحتفال الكبير الذي أقامته قبيلته قحطان؛ تكريماً لمشايخ قبائل عتيبة، حيث حضر المناسبة التي أقيمت في محافظة بحرة الواقعة بين جدة ومكة، وسط تشجيعٍ مهولٍ من الجماهير التي توافدت بالآلاف وشهدت أخر ليلة للشاعر الفقيد.
وكانت الليلة الأخيرة من الليالي الشعرية المُميزة للفقيد الذي لم يكن يحضر لمناسبات غرب المملكة إلا نادراً، حيث شارك مع زملائه في تقديم وجبة شعرية مُميزة للحضور استمرت حتى ساعةٍ متأخرةٍ من الليل.
تفاصيل اللية الأخيرة شاعر المحاورة المعروف وصل العطياني، كان حاضراً في الاحتفال وكشف ل "سبق" تفاصيل آخر ليلة، وقال: أقدم التعازي لأقاربه وأبناء قبيلته كافة في وفاته هو ورفاقه الثلاثة، وأؤكد أن ساحة الشعر فقدت فارساً من فرسانها المميزين. وواصل: ابن شايق - رحمه الله - يملك شعبيةً جارفةً ومحبةً كبيرةً من جماهيره، وفي تلك الليلة لفت انتباهي أن أعداداً غفيرة من جماهيره طلبوا التصوير معه ولم يرد أحداً منهم خائباً على الإطلاق، وكان في كل مرة يبدأ في إلقاء بيته الشعري يتلقى تحيةً مدويةً من جماهيره.
وأضاف: محبو الفقيد رافقوه حتى سيارته التي تنتظره بالقرب من مقر الاحتفال، ورغم كثرتهم إلا أنه لم يبد لهم امتعاضاً، ولم ينهر أحداً منهم، بل كان يقابل حديثهم بابتسامة وطلباتهم بالإجابة، حتى غادر برفقة مَن قدم معهم.
وواصل: رغم أنني لم يسبق لي أن التقيته في محاورة شعرية، إلا أنه كان بشوشاً في تلك الليلة، وأشعرني بأنني أعرفه من سنوات طوال، وقد التقى شعرياً مع الشاعر مرهب البقمي والشاعر محمد العازمي وقدّموا للجماهير أبياتاً شعرية لا تُنسى.
حضور مُميز الشيخ أبو المهادي مفرح بن علي المهداني صاحب الاحتفالية ومضيف الشاعر في ذلك المساء، قال: الشاعر ابن شايق رمزٌ من رموز الشعر، وحضوره في ذلك المساء كان مميزاً للغاية برفقة زملائه الشعراء.
وواصل: أتقدّم بالتعازي والمواساة لقبائل قحطان عامة وآل عاطف خاصة في وفاة الشاعر الكبير عبد الله بن شايق، وأبناء عمومته الشيخ منصور بن مقوي وأخيه خالد بن مقوي وابن عمهم هذال بن مانع، وأسأل الله رب العرش العظيم، أن يثبتهم عند السؤال ويوسّع عليهم قبورهم ويجعلها روضة من رياض الجنة.
ويضيف المهداني: غادر ابن شايق الحفل بعد أن أمتع الجماهير الغفيرة، وودّعنا مغادراً إلى دياره، وأخبرنا بأنه ينوي النوم تلك الليلة في الطائف، قبل أن يواصل رحلته نهار أمس، عندما تعرّض للحادث - عليه رحمة الله.
يُذكر أن الفقيد عبد الله بن شايق القحطاني من مواليد 1385ه، وبدأ ممارسة الشعر منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، وتُوفي والده منذ صغره، وله من الإخوان اثنان هما هادي ومحمد وهو الأصغر بينهم، ولعل من أسباب شعبيته الجارفة - رحمه الله - قوته الشعرية وقدرته على سبك أبيات قوية تحمل غالباً جانباً من الطرافة المحبّبة لدى متذوقي الشعر الشعبي.