كشف أستاذ الطب في "إيكان"، الرئيس الإقليمي في مركز "موريستاون" الطبي بنيوجيرسي في أمريكا، البروفيسور ستانلي فيل، أن أكثر من 300 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من مرض الربو، مشيراً إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن هذا المرض المزمن يصل إلى 250 ألف شخص كل عام. وقال "ستانلي": "يتراوح معدل الانتشار العالمي لهذا المرض ما بين 1 إلى 18 % من السكان، والربو يعرف بأنه اضطراب التهابي مزمن في الشعب الهوائية، يصيب العديد من الخلايا ويؤدي إلى حدوث نوبات متكررة تتراوح ما بين عسر التنفس والصفير".
وأضاف: "أثناء نوبة الربو تتورّم البطانة الداخلية للشعب الهوائية، ما يؤدي إلى ضيق في المسالك التنفسية ويسفر ذلك عن الحد من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجهما".
وأردف: "تختلف النوبات في شدتها من شخص إلى آخر، علماً بأن الربو يصيب كلا الجنسين من جميع الأعمار، وهو أكثر شيوعاً بين الأطفال، ويرتبط بالتهاب مزمن في مجرى الهواء مما يؤدي إلى نوبات متكررة من الصفير وضيق التنفس، وضيق الصدر، والسعال، خاصة أثناء الليل أو في الصباح الباكر".
وقال "ستنالي": "مرض الربو يتسبب في الإصابة مرض الانسداد الرئوي المزمن الذي تتمثل أعراضه في إعاقة تدفق الهواء بصورة لا يمكن عكسها على الإطلاق إضافة إلى زيادة الانعكاسية".
وأضاف: "المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس يصابون كذلك بدلالات التضخم، بينما المرضى الذين يعانون من انتفاخ الرئة بالنمط الظاهري فيكون لديهم انخفاض في مؤشر كتلة الجسم".
من جانبه، قال استشاري طب الأطفال ومدير وحدة العناية المركز بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الدكتور لؤي عبد الصمد: "بعض الدراسات الطبية الحديثة تشير إلى صعوبة التحكم في مرض الربو بالمملكة العربية السعودية، حيث تظهر الإحصائيات أن 5 % فقط من حالات الربو مسيطر عليها بينما 31% من الحالات تحت السيطرة الجزئية، في حين أن 64% من حالات الربو غير مسيطر عليها".
وأضاف: "هذه النتائج سببها قلة المعرفة بالمرض بين عامة الناس والخوف من التشخيص وقلة الوعي بالمرض بين أطباء الرعاية الصحية الأولية".
وحذر الدكتور لؤي عبد الصمد من انتشار مرض الربو في المملكة العربية السعودية، وقال: "تشير الإحصاءات الطبية الصادرة حديثاً إلى أن هناك تزايداً ملحوظاً في أعداد المصابين بالربو في السعودية فبعد أن كانت نسبة المصابين 8% في عام 1986 ارتفعت إلى 23% في عام 1995م".
وأضاف: "ذلك الأمر يرجع إلى التغييرات في نمط الحياة الحضرية الحديثة، والعوامل البيئية".
وربط بين الوفيات الناتجة عن الربو وعدم وجود العلاج المناسب، مشدداً على خطورة تلوث الهواء وما يسببه من التهابات في الجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين بصفة عامة.
وحذر كذلك من تدخين التبغ كأحد أكبر عوامل الخطر التي تؤدي إلى تفاقم حالات المصابين بالربو.
من ناحيته، تحدث "ستانلي" عن وسائل العلاج الفعالة وقال: "أدوية الكورتيزون الإسترويدية تمثل حجر الزاوية في علاج الربو".
وأضاف: "هناك بروتوكول علاجي يتضمن استخدام الكورتيزون الإسترويدي سواء عن طريق الحقن الوريدي أو عن طريق الفم لمدد محددة قصيرة بما يساعد على استعادة السيطرة على الربو".
وأردف: "أوصت العديد من المدونات العالمية المتخصصة في أمراض الصدر باستخدام methylprednisolone وهو أحد الكورتيزونات الإسترويدية من أجل علاج أزمات الربو الحادة".