تنطلق في 22 أبريل الجاري فعاليات معرض الحج الذي تنظمه مكتبة الملك عبد العزيز العامة، بالتعاون والتنسيق مع معهد العالم العربي في باريس. ويهدف المعرض الذي حقق نجاحاً كبيراً في محطته الأولى بالمتحف البريطاني في لندن العام الماضي، إلى التعريف بفريضة الحج كركن من أركان الإسلام وما يرتبط بهذه الرحلة الإيمانية من قيم المساواة والتسامح، وما تحظى به من مكانة في قلوب المسلمين في جميع دول العالم.
وأوضح المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض فيصل بن عبد الرحمن بن معمر أن المكتبة تسعى من خلال فعاليات المعرض الممتدة لثلاثة أشهر، إلى إتاحة الفرصة للمسلمين وغير المسلمين من أبناء المجتمع الفرنسي والأوروبي وغيرهم من الدول للتعرف على ما يمثله الحج لأبناء الأمة الإسلامية، وتاريخ هذه الرحلة الإيمانية العظيمة في إطار جهود المكتبة لمد جسور التواصل المعرفي بين أبناء الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى، بالإضافة إلى التعريف بالجهود الضخمة التي تبذلها المملكة في خدمة ملايين الحجاج والمعتمرين الذين يفدون من جميع دول العالم لأداء مناسك الحج والعمرة كل عام.
وقال: إن إقامة معرض الحج في العاصمة الفرنسية باريس التي تعرف بمدينة العلم والفن ومركز الإشعاع الحضاري المعرفي في أوروبا يفتح آفاقاً كبيرة للاستفادة من فعالياته في تعزيز فرص الحوار الذي يعزز قيم السلام والتسامح والتعايش بين البشر، مؤكداً وجود توجه لإقامة المعرض في دول وعواصم عالمية أخرى خلال السنوات المقبلة.
وفيما يتعلق بفعاليات معرض الحج، بيّن المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة: أن المعرض سوف يقام بقاعة المعارض في معهد العالم العربي وداخل قاعات مجهزة بأحدث تقنيات العرض المتحفي، بما يتناسب مع أهمية المقتنيات التي سيتم عرضها والبالغ عددها 230 قطعة متحفية منها 53 قطعة من المملكة العربية السعودية، والبقية من مقتنيات عدد من المتاحف العالمية.
وذكر أن منها قطع تعرض لأول مرة خارج المملكة، بالإضافة إلى عرض جزء من كسوة الكعبة ومجسم لتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحرم المكي الذي يستوعب أكثر من ثلاثة ملايين حاج، بالإضافة إلى قطع تراثية من الأدوات التي كان يستخدمها الحجاج في الماضي، وكذلك نماذج من اللوحات التاريخية والفنية عن الحج التي رسمها مبدعون من جميع دول العالم منذ فترة العصور الوسطى وحتى العصر الحديث، ونماذج من كتابات الرحالة والمستشرقين عن الحج، بما يتناسب مع عالمية المعرض وانفتاحه على كافة الثقافات.
ولفت إلى أن المعرض يركز على ثلاثة مسارات رئيسية، المسار الأول منها على التعريف بالحج، باعتباره تراثاً إنسانياً عالمياً منذ عهد نبي إبراهيم عليه السلام وبناء الكعبة المشرفة بمكةالمكرمة، كما يتناول هذا المسار التعريف بطرق الحج القديمة.
أما المسار الثاني من فعاليات المعرض فيركز على رحلة الحج باعتبارها رحلة إيمانية عميقة الجذور في قلوب المسلمين، والسعي لنقل هذه التجربة الإيمانية إلى غير المسلمين وشرح مفهوم الحج وشعائره ومناسكه.
في حين يتناول المسار الثالث مكانة مكةالمكرمة بوصفها مدينة عالمية يقصدها أكثر من 12 مليون مسلم كل عام لأداء مناسك الحج والعمرة، مع التركيز على التطور الكبير الذي شهدته المدينة خلال المائة عام الماضية ومشروعات تطوير وتوسعة الحرم الشريف والمشاعر المقدسة والخدمات المقدمة للحجاج.
وأشار إلى أن مكتبة الملك عبد العزيز العامة أصدرت بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس دليلاً للمعرض يحتوى على عدد كبير من المقالات باللغتين العربية والفرنسية عن تاريخ الحج وتطوره وتأثيره الحضاري والديني على المسلمين، والتراث الحضاري الكبير الذي ارتبط بهذه الفريضة الغالية من فرائض الإسلام والتي تعد أهم وأكبر الشعائر الدينية في هذا العصر، كما يحتوى دليل المعرض على مجموعة من الصور واللوحات الفنية عن الحج.
كما أصدرت مكتبة الملك عبد العزيز دليلاً تعريفياً عن الحج يتم توزيعه على زوار المعرض باللغتين العربية والإنجليزية يتضمن نماذج من جهود المملكة لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ورعاية الحجاج والمعتمرين، بالإضافة إلى مجموعة من الصور النادرة لمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة من مقتنيات المكتبة.
وبيّن بن معمر إلى أن مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالتعاون مع المعهد العربي بباريس ستنفذ برنامجاً تعريفياً وتعليمياً لطلاب المدارس الفرنسية خلال زيارتهم للمعرض، بالإضافة إلى ورش عمل للأطفال للتعريف بالحج وأهدافه.
ونوه إلى أن جزءاً كبيراً من الفعاليات سوف يركز على إبراز البعد المعاصر للحج من خلال عرض أعمال لفنانين سعوديين وأجانب وشهادات الحجاج التي تروى تجاربهم في الحج.