بدأت الشركة العاملة في طريق رنية الرئيسي، التابعة لوزارة النقل، فور علمها بأن الوزير سيعبر الطريق قاصداً بيشة لالتقاء المسؤولين بالطرق هناك، في التسارع مع الزمن، والعمل المستمر ليل نهار، لتغطية فضيحة تشقّقات ورداءة طبقة طريق رنية المُمتد شمالاً من الخرمة وجنوباً من بيشة، البالغ عمره الافتراضي 40 عاماً، وذلك بمحاولة وضع طبقة أسفلتية مؤقتة، تُشير إلى أنه غير متهالك كما يُشاع ويُقال في الإعلام. وفي التفاصيل، رصدت عدسة أحد المواطنين، الذي قدّمها ل"سبق"، الأعمال المُستمرة والنشاط الدائم الذي لا ينقطع ليل نهار، تأهباً لمرور وزير النقل عقب 48 ساعة من الآن، قاصداً محافظة بيشة، ضمن جولة ميدانية يقوم بها لتفقّد الطرق، وذلك للعابر طريق رنية باتجاه محافظة الخرمة يُشاهد.
وقال المواطن "م.م": توقفت عند العمّال القائمين على العمل في الطريق، الذين أكّدوا أن مسؤولي الطرق طلبوا وضع طبقة أسفلتية فوق القديمة لتغطية التصدعات والتشقّقات التي تُضايق العابرين والمسافرين باستمرار، مُعترفاً بأن الطبقة الحالية قد تفنى وتعود لسابق عهدها، وذلك بقوله "نحن مُجرّد مُنفذين لطلب الوزارة، ولا صلاحية لنا بالنقاش أو بحث طرق أخرى غير الترميم".
وأضاف: "المعروف أن الطريق تجاوز عمره الافتراضي ال40 عاماً، وشهد ولا يزال يشهد مآسي يومياً، وراح ضحيّته عشرات الأبرياء، وأقعد عشرات آخرين، وأُتلِفت به مئات المركبات؛ وبحاجة ماسة لازدواجيته، ويُعاني بطء التنفيذ مُنذ 7 أعوام بلا رقيبٍ أو حسيب".
وأكد المواطن أن الطريق يحتاج لشركات عدة لتقوم بإنجاز مشروع ازدواجيته، التي وُصِفت بالمُميتة، والتي تحتاج لعشرة أعوام قادمة لإنجازها؛ كونه لا يعمل به إلا شركة واحدة، وبه تضاريس جبلية؛ تحتاج لقوة وآليات حديثة لإنجاز طوله البالغ 300 كلم تقريباً، إضافة إلى أنه يفتقر لوجود الأكتاف أو السياج الحديدية التي تحميه من الحيوانات السائبة؛ وبحاجة ماسة لمراكز إسعافية وأخرى أمنية لإيقاف تهوّر السائقين، والتقليل من نسب الحوادث المُميتة.
وتساءل المواطن: "لماذا لا نُشاهد جولات سرية ومُفاجئة للوزراء والمسؤولين؟ سئمنا من الاستعدادات المُزيّفة وتغطية الواقع المُر الذي يُعانيه المواطنون من مُختلف الوزارات".
ووصف عددٌ من المغرّدين في موقع التواصل "تويتر" تصريح المدير العام لإدارة العلاقات العامة بوزارة النقل عبدالعزيز الصميت بالمُخدِّر فقط، عقب حديثه في إحدى الصحف الورقية قبل عام، وتأكيده أن ازدواجية طريق "الخرمة - رنية" سينتهي العمل بها نهاية 1434ه، إلا أن الواقع المُر يستبعد إنجازه العام الحالي، ويحتاج لأعوام قادمة، ما لم يُستعان بأكثر من شركة؛ لتختصر المسافات، وتعمل على إنجازه بأسرع وقتٍ مُمكن.
وكان عددٌ من أهالي محافظة رنية قد استاء من تجاهل وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري لزيارة محافظتهم، ورفعها من جدول زياراته الميدانية القادمة للمحافظات نهاية الأسبوع الجاري، رغم أنه سيعبرها قاصداً محافظة بيشة، مستغربين التجاهل رغم مشروعية طلباتهم الموضوعة على طاولته، ومن أبزرها طريقها الرئيسي الرابط بين محافظتي "الخرمة وبيشة"، الذي تجاوز عمره الافتراضي 40 عاماً، وسجّل آلاف الحوادث وعشرات الوفيات، وطالبوا بإعطاء المحافظة نصيباً من زيارات المحافظات المُجاورة.
يُشار إلى أن وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري سيقوم بجولة تفقدية، تشمل محافظتي الخرمة وبيشة، يوم الأربعاء القادم، وتستمر حتى يوم الخميس؛ وذلك للوقوف على سير العمل بالمشاريع التنفيذية، وبحث العوائق وسبل تذليلها، وكذلك الوقوف على الطرق المطلوب ازدواجها.