دعا إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح آل طالب أن يكون للفتاة والمرأة مجال أوسع وفضاء أرحب لإطلاق العنان لطاقتهم وإبداعاتهم في غرس القيم التربوية لدى الجيل الجديد من الشباب والفتيات. وذكر آل طالب خلال زيارته لملتقى الشبل المسلم بنسخته الرابعة أمس الأول في الخبر والذي ينظمه مكتب الراكة التعاوني أن ما رأيته من إنجازات وأعمال تربوية في ملتقى الشبل المسلم يسر الخاطر ويشرح والصدر، وأن أكثر ما أبهجني هو قيام الطلاب الذين لم تتجاوز أعمارهم السنوات العشر بشرح فعاليّات الملتقى بطريقة إبداعية وكأنهم رجال كبار متخصصون في هذا العمل.
وأشار إلى أن حقيقة الإبداع تكمن في الإنسان وليس في المكان، ما يعد دليلاً ومؤشراً على أن الرسالة قد وصلت من خلال إنشاء جيل لا يزال في المرحلة الابتدائية ولكن يحمل من الإمكانات والإبداعات ما يفوق سنه بكثير، كما أنه دليل على أن في أبنائنا من القدرات والطاقات ما يحتاج إلى تفعيلها، مشيراً إلى أنه في هذا الملتقى رأينا من هذه الطاقات ما أطلق لها العنان فأبدعت وتنوعت.
وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام باستمرار الملتقى لسنوات قادمة فالعمل المؤسسي يوجب أن يكون هناك تقويم وتقييم بعد نهاية كل ملتقى لمعرفة الإيجابيات وتطويرها ومعرفة السلبيات وتلافيها، ولاشك أن العاملين على الملتقى لديهم القدرة على معرفة ملامح الإيجابيات والسلبيات.
من جهة أخرى فاجأت خيمة الخوارزمي التي تُقام ضمن ملتقى الشبل المسلم الأشبال بحزمة منوعة من المهارات حيث يتعلمون بداخلها علم الرياضيات وإجراء العمليات الحسابية بسرعة فائقة، وتهدف الخيمة التي سميت بهذا الاسم نسبةً إلى عالم الرياضيات المسلم "الخوارزمي" إلى تنشيط وتقوية الذاكرة وتنمية الطاقات الإبداعية واكتساب الثقة بالنفس وتنمية مهارات الإدراك والتخيل وتطوير العمليات الحسابية.
ويقول مشرف الخيمة حسين محمد عشعش إن الأشبال يتعلمون داخل الخيمة مهارات مختلفة مثل إجراء العمليات الحسابية باستخدام العدد، ويتم تعليم هذه المهارات في قالب من المرح والترفيه والتنافس من خلال مبدأ التعلم بالترفيه باستخدام "القصة القصيرة، المسابقة الممتعة، اللعبة المفيدة، المشاهد التمثيلية"، ويتم التركيز في البرنامج على القسم التخيلي لدماغ الطفل وإبراز موهبة التخيل الذهني لديه، وأشار إلى أن العديد من الأشبال يمارس هذه المهارات حتى يتقنها .
يُشار إلى أن "الخوارزمي الصغير" والذي استطاع مكتب الراكة التعاوني باستقطابه في الملتقى هو البرنامج العالمي الرائد في الوطن العربي في الرياضيات الذهنية ومعتمد من وزارة التربية والتعليم بالمملكة، والتحق بالبرنامج أكثر من 89 ألف طفل، ويشرف عليه أكثر من 1250 مدرباً معتمداً في مختلف مناطق المملكة، وهو برنامج إبداعي في حل العمليات الحسابية بواسطة الحساب الذهني واستخدام العداد الصيني.