تواصل الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات، بتوجيهات استعداداتها المكثفة؛ إبراز مشاركة المملكة العربية السعودية في "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" في دورته ال24، والتي ستنطلق الأربعاء في الأول من رجب/ الموافق 30 من أبريل القادم، لمدة 6 أيام. ويستضيف جناح المملكة أكثر من 25 جهة حكومية، ممثلة في مؤسسات التعليم العالي والتقني والمكتبات الحكومية؛ مما يعد فرصة لإبراز ما وصلت إليه المملكة من تقدم علمي وحضاري، فضلاً عن تعريف العالم ببعض الجوانب الثقافية والعلمية في المملكة؛ ما يعكس من مكانتها في قلوب المسلمين والعالم أجمع. ومن جانبه، أوضح الملحق الثقافي السعودي في الإمارات، الدكتور صالح بن حمد السحيباني، أن الجناح سيستقبل زواره بلغة بصرية عصرية تحاكي الخط واللون في صورة زاهية مختلفة عن المشاركات السابقة؛ حيث تم تصميمه على شكل الكتاب أو الموسوعة التي يمكن رؤيتها من جميع أنحاء المعرض، انطلاقاً من الفكرة والفلسفة التي بني عليها. وأضاف السحيباني أن الجناح السعودي سوف يضم معرضاً للصور الفوتوغرافية الفريدة والمميزة، والتي تعرض لأول مرة؛ احتفاء ببيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاسعة، والتي يعيشها السعوديون كل عام في هذه الفترة بمشاعر الفرح والأمل والامتنان؛ لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، مستذكرين من خلال هذه الصور المشاريع والإنجازات الضخمة، التي جرت في عهده؛ ومنها: تطوير الحرمين الشريفين، والمصحف الشريف، ومساجد المملكة، والمجالات الحضارية الأخرى. كما أشار السحيباني إلى أن الاحتفاء بالبيعة- في معرض عالمي يقصده كل المهتمين من رواد الفكر والثقافة- يأتي بمثابة "الواجب الوطني" الذي ينبغي أن نوثق من خلاله رسالة بلد الحرمين الشريفين للعالم أجمع، معتبراً إياها فكرة رائدة تجعل من مملكة الإنسانية محط أنظار زوار المعرض. وأضاف السحيباني أن الجناح السعودي يستضيف "الفن التشكيلي" من خلال مدرسة الرسم الحرفي؛ حيث تضم معرضاً للرسوم الحرفية والنحت كامتداد للثقافة السعودية التي استخدمت هذا الفن لتسجيل إرثها الثقافي والتاريخي على مر العصور، ودوره في الإثراء الثقافي للسعودية. وصرح السحيباني أن فعاليات الجناح ستعمل هذا العام على تنويع فقرات الصالون الثقافي من جوانب عدة؛ حيث سيستعرض في جانبه الوطني تلمّس الجوانب المشرقة من قراءات في الكتب التي تركز على الإنجاز والإعجاز في مسيرة خادم الحرمين الشريفين، كما سيستضيف عدداً من رواد المسرح السعودي؛ للتحدث عن "المسرح السعودي، وتاريخه، ودوره في نشر الوعي المعرفي والثقافي"؛ انطلاقاً من حرص الملحقية وسعيها الدؤوب نحو إبراز المشاهد الثقافية السعودية، والتي تعتزم إصدار سجل وثائقي بهذا الخصوص. كما أكد السحيباني الدور الهام للصالون الثقافي الذي يجمع المثقفين السعوديين والخليجيين والعرب، ويركز على الفكر الثقافي في تفاعل حواري ثقافي يهتم بنقل التجارب الثقافية، إضافة إلى الإسهام في التجانس الثقافي داخل نسيج المجتمع الثقافي الخليجي والعربي، وبناء صلات وجسور مع الثقافات الأخرى. وأكد السحيباني كذلك على تنويع استفادة الحضور على حد سواء، مشيراً إلى أن الجناح وفر ركناً من خلاله يستطيع الأطفال- حتى سن الثانية عشرة- إبراز ما يمتلكونه من مواهب وثقافة، ومن خلال ورش عمل ثقافية تناسب أعمارهم، ويعمل على تنمية المهارات الفنية والإبداعية والعقلية لديهم؛ بتنمية مهارة العمل مع الفريق الجماعي وتعريف الجمهور بأنشطة وفعاليات المعرض التي يستمتع بها الأطفال، وفي ظل وجود أخصائيات يساعدن الأطفال على الإبداع والحركة والتفكير. يذكر أن مشاركة المملكة العربية السعودية في "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" تحظى باهتمام وزارة التعليم العالي السعودي وسفارة خادم الحرمين الشريفين في الإمارات؛ كونه أحد أكثر معارض الكتب في العالم نمواً، ويحظى بمشاركة كبرى دور النشر العربية والعالمية؛ حيث شاركت 1025 دار نشر في دورة العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل عدد العارضين هذا العام إلى 1050 عارضاً، بزيادة تقدر بنسبة 10% في مساحة المعرض. وتعمل وزارة التعليم العالي- من خلال ملحقيتها الثقافية السعودية في الإمارات- على توفير أفضل الوسائل والسبل والتسهيلات؛ للوصول إلى مشاركة سعودية متميزة تعكس ما تتمتع به المملكة من مقومات ثقافية وعلمية وحضارية. وأخيراً، يفتح المعرض- الذي يقام بمركز أبوظبي الوطني للمعارض- أبوابه للزوار يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً، فيما يفتح أبوابه يوم الجمعة بدءاً من الساعة الرابعة عصراً وحتى العاشرة ليلاً.