تبنّى أكاديمي سعودي مطالبات عديدة لإيقاف تقليد "حَب الخشوم" المنتشر بشكل ملحوظ في المجتمع السعودي، في أعقاب عودة فيروس الكورونا للإطلال برأسه من جديد في محافظة جدة وبعض المحافظات المجاورة لها، وفي ظل تأكيدات أطباء كُثُر أن هذه الثقافة الترحيبية المنتشرة في المجتمع السعودي قد تكون سبباً في انتشار الأمراض المعدية؛ مشيراً إلى إطلاقه هاشتاق على تويتر أسماه "السلام-مصافحة". كان أستاذ اللغة العربية بفرع جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبداللطيف مرزوق السلمي، قد تبنى فكرة إيقاف ثقافة السلام على الأنف، والاكتفاء بالمصافحة فقط؛ خوفاً من استمرار انتشار الكورونا وأنفلونزا الخنازير.
وأكّد "السلمي" الذي أطلق هاشتاق على تويتر بمسمى # السلام-مصافحة: "نظراً لانتشار أمراض الكورونا وأنفلونزا الخنازير، اقترحتُ تصحيح بعض العادات الاجتماعية، وقد لاقى الاقتراح ترحيباً واسعاً عبر تويتر".
وأضاف: "كل هذه الأمراض تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي، وطريقتنا في السلام ووضع الأنف على الأنف تجعل عملية انتقال الفايروس أسهل".
وواصل: "أطالب وزارة الصحة بتبني حملة باسم هذا الهاشتاق بالتنسيق مع وزارة الإعلام، قبل أن تصبح المملكة منطقة موبوءة".
ويُعَدّ "حَب الخشوم" عند السلام عادة محببة في الجزيرة العربية؛ خصوصاً سكان الدول المطلّة على الخليج العربي، ويمثّل الأنف لدى المواطن العربي رمز "العزة والرفعة والأنفة"، ويُستخدم في أوقات أخرى للترضية، ويكفي أن تُقبّل أنف صديقك كعربون اعتذار.
وتشير بعض الدراسات التاريخية إلى أن "حَب الخشوم" انطلق كتحية منذ عدة قرون، عندما رصده بعض الباحثين الغربيين في أوساط السكان الأصليين في نيوزيلاندا وأستراليا، قبل أن ينتقل إلى جزيرة العرب، ويتحول إلى عادة من العادات المتأصلة في شبه الجزيرة العربية.
وتوضّح الدراسات أن عادة "حَب الخشوم" ما زالت تمارس في نيوزيلاندا؛ حيث كتب موقع "كايرو دار" الإلكتروني تقريراً عن نماذج لأنماط التحيات الغريبة حول العالم، وكان أبرزها تحية ال"hongi" بنيوزيلندا، وتعتمد على لمس الأنف بين الشخصين؛ بشرط أن تظلّ العينان مفتوحتان أثناء التحية تجنباً للحرج الذي يمكن أن تتعرض له فى حالة تخطيك المسافة بينك وبين الآخرين، ويتوجب عليك الاعتذار عن التحية في حالة إصابة أنفك بالالتهاب أو البرد.