نشر موقع FIFA.com باللغة العربية اليوم تقريراً عشية انطلاق دوري زين السعودي للمحترفين، تحدّث فيه عن استعدادات الفرق لهذه البطولة، وتساءل في ختام التقرير عن هوية البطل، وهل ستنحصر البطولات السعودية بين 3 فرق هي: الهلال والإتحاد والشباب، أم سيظهر فريق جديد على الساحة؟ وجاء في التقرير: "قدّم نادي الهلال موسماً مميزاً العام الماضي، توّجه بالفوز بلقب الدوري السعودي للمرة الثانية عشرة في تاريخه؛ ليبقى في صدارة الأندية الفائزة بلقب الدوري السعودي. ولم يكتف الهلال بالفوز بلقب الدوري المحلي بل نجح أيضاً في الفوز بكأس ولي العهد السعودي، وتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا. ويعود الفضل الكبير في نجاح الهلال إلى المدرب البلجيكي إيريك جيريتس الذي قاد الفريق لاستعادة لقبه الذي خطفه منه الإتحاد قبل موسمين، بينما كان للاستقرار الكبير الذي عاشه النادي دور مهم أيضاً في الفوز بلقب الدوري. وحافظ نادي الهلال على تشكيلته التي فازت باللقب بعد نهاية الموسم، وبينما كانت جماهير الزعيم قلقة على هجوم الفريق بعد إصابة نجم المنتخب السعودي وأفضل لاعب في آسيا سابقاً ياسر القحطاني، نجح الأخير في تحقيق عودة سريعة قبل بداية الموسم، وشارك في المعسكر التدريبي للفريق الذي سيأمل أيضاً في الفوز بلقب دوري أبطال آسيا AFC وتمثيل القارة في كأس العالم للأندية FIFA. ولكن حالة الاستقرار في صفوف النادي عكّر صفوها خبر انتقال جيريتس لتدريب المنتخب المغربي مع نهاية العام؛ ما يعني أن المدرب السابق لمارسيليا الفرنسي الذي حقق نجاحاً كبيراً مع الهلال سيترك الفريق منتصف الموسم الجديد، وهو الأمر الذي قد يؤثر سلباً عليه.
الساعون إلى اللقب كان نادي الإتحاد يُمنّي النفس بأن يحافظ على لقبه الموسم الماضي، ولكن نادي الهلال أنهى الأحلام الإتحادية بفوزه بلقب الدوري قبل ثلاث مراحل من نهاية البطولة. ويبدو أن الإتحاد قد تعلّم الكثير من دروس الموسم الماضي. وسيحاول فريق المدرب مانويل جوزيه الاعتماد على الموهبة الصاعدة بقوة في الكرة السعودية نايف هزازي، إضافة إلى عدد من اللاعبين الذين قادوا الفريق للفوز بكأس الملك مع نهاية الموسم الماضي. من جهته، يأمل نادي الشباب بأن يواصل مزاحمته للهلال والإتحاد؛ حيث تعاقد لهذه الغاية مع المدرب الأوروجواني خورخي فوساتي الذي يخوض تجربته الثالثة في المنطقة العربية بعدما قاد سابقاً نادي السد القطري ومنتخب قطر، وهو يبدو مستعداً للتحدي الجديد في السعودية؛ حيث قال: "الشباب فريق منظم، ولديه عوامل كثيرة تساعد أي مدرب على النجاح، وعندي الثقة بتحقيق الأهداف المرجوة بتعاون اللاعبين". وأضاف "عندي فكرة جيدة عن الفريق؛ حيث تقابلنا عندما كنت أدرب السد في دوري أبطال آسيا، وكذلك خلال عملي مع المنتخب القطري". أما الفريق الآخر في العاصمة "نادي النصر" فسيحاول العودة إلى الانتصارات والفوز باللقب بعد غياب دام أكثر من 15 سنة. ويبدو أن الند التاريخي لنادي الهلال قد جهّز صفوفه بشكل جدّي للمنافسة هذا الموسم، وستأمل جماهيره العريضة بأن يحقق الفريق اللقب للمرة الرابعة في تاريخه، فيما سيكون نادي الأهلي أيضاً مطالباً باستعادة أمجاده الماضية، خصوصاً أنه استعد بشكل جيد للموسم الجديد، وخاض معسكراً تدريبياً في ألمانيا الشهر الماضي.
الأحصنة السوداء أنهى نادي الإتفاق الموسم الماضي في المركز التاسع في الترتيب، وهو المركز الذي لم يُرضِ طموحات النادي الذي يتميز بقاعدة جماهيرية كبيرة في منطقة الدمام، وسيأمل النادي بأن يحقق نتيجة أفضل من التي حققها الموسم الماضي، فيما يسعى غريمه في المنطقة الشرقية نادي القادسية إلى أن يتقدم أكثر على منافسه؛ خصوصاً أنه أنهى الموسم الماضي بفارق مركز واحد خلف الإتفاق. أما نادي الوحدة فقد فاجأ المراقبين الموسم الماضي بإنهائه بطولة الدوري في المركز الخامس متقدماً على نادي الأهلي العريق، فيما سيحاول نادي الحزم تكرار ما حققه العام الماضي؛ حيث أنهى البطولة في المركز السابع، وكان نداً كبيراً للأسماء الكبيرة؛ حيث فاز على الشباب والإتفاق وأسقط النصر والأهلي في فخ التعادل.
أهم الانتقالات كان نادي الهلال الأكثر استقراراً في سوق الانتقالات قبل بداية الموسم، فيما قامت الأندية الأخرى بالعديد من التغييرات التي طالت أيضاً أجهزتها الفنية. فبينما استقر الهلال على تشكيلته قام بإعارة عدد من لاعبيه مثل مشعل الموري ومحمد العنبر وأحمد الصويلح إلى أندية أخرى لإعطائهم فرصة اللعب أساسيين. أما الوصيف "نادي الإتحاد" فقد قام بتغيير الجهاز الفني؛ حيث استبدل بالأرجنتيني إينزو ترويسيرو البرتغالي مانويل جوزيه الذي تعاقد مع مواطنيه باولو جورج ونونو آسيس من ماريتيمو وفيتوريا جيماريش على التوالي. من جهته ضمّ الشباب المدافع البرازيلي مارسيلو تافاريس الذي سبق له اللعب في السعودية مع نادي الهلال، كما تعاقد مع الدولي الكوري الجنوبي السابق سونج تشونج جوج والأوروجواني خوان مانويل أوليفيرا من يونيفرسيداد دي تشيلي. في المقابل تعاقد النصر مع المدرب الإيطالي والتر زينجا الذي أجرى العديد من التغييرات في صفوف الفريق؛ حيث ضّم الرومانيين أوفيديو بيتري ورازفان كوتسيش، إضافة إلى الأسترالي جوناثان ماكين، فيما سيقود النرويجي تروند سوليد سفينة نادي الأهلي الذي تعاقد مع هداف الدوري السويدي السابق البرازيلي فاندرسون والمهاجم الدولي العماني عماد الحوسني في أبرز الصفقات قبل انطلاق الموسم.
لاعبون تحت الضوء إضافة إلى النجوم الجدد ستتجه الأنظار إلى رباعي الهلال المحترف المكون من البرازيلي تياجو نيفيز والروماني ميريل رادوي والدولي السويدي كريستيان ويلهامسون، إضافة إلى الكوري الجنوبي لي يونج بيو، الذين قادوا الهلال الموسم الماضي إلى لقب الدوري. ويأمل جمهور الإتحاد بأن ينجح المهاجم الجزائري عبد الملك زياييه في تقديم أداء أفضل من الذي قدمه الموسم الماضي وتعويض رحيل المهاجمين المغربي هشام أبو شروان والتونسي أمين الشرميطي. وستتجه الأنظار أيضاً إلى لاعب وسط النصر المتميز الأرجنتيني فيكتور فيجاروا والثنائي البرازيلي في النادي الأهلي فيكتور سيمويس ومارسينهو. هل سيبقى اللقب محصوراً بين أندية الهلال والشباب والإتحاد التي تناوبت على الفوز باللقب في السنوات العشر الأخيرة، أم سيتمكن أحد الأندية الطامحة من إنهاء سيطرة هذا الثلاثي على لقب الدوري؟