أجبرت ندرة الأراضي، أعضاء المجلس البلدي لبلدية محافظة المخواة، على تمشيط الجبال المحيطة بالمحافظة من الجهة الشرقية، والتي تطل على السوق الشعبي بالمخواة ووادي ضيان، وقطعوا مسافة تزيد على خمسة كيلو مترات سيراً على الأقدام، عبر طريقٍ وعر، لبحث إمكانية الاستفادة من المساحات الواقعة فوق الجبل لإقامة مشروع المركز لحضاري الذي تم اعتماده بمبلغ ثمانية ملايين ريال، ضمن ميزانية العام الحالي 1435ه.
وأوضح المتحدث الإعلامي للمجلس، نائب الرئيس ناصر بن محمد العُمري، أنه بعد أن تعذر إيجاد موقع مناسب بمساحة كافية داخل المحافظة، قرّر المجلس في إحدى الجلسات تكليف عددٍ من الأعضاء كلجنة مهمتها البحث عن موقع مناسب لإقامة المركز عليه.
وأضاف "العمري": استمرت الرحلة الشاقة زهاء الساعتين والنصف، وشارك فيها منصور حسين العُمري، الذي قام بدور المرشد للوفد كونه على معرفةٍ واسعةٍ بتضاريس المكان، حيث سبق له صعود الجبل إبّان طفولته وشبابه ورعى الغنم "على حد قوله" في تلك الأرجاء، كما كان ضمن الوفد رئيس البلدية عضو المجلس المهندس سعيد الزهراني، وجمعان الطيران، وعبد الرحمن خضر، وناصر العُمري.
وأوضح المتحدث الإعلامي للمجلس، أن الجولة كشفت عن عدم كفاية المساحات فوق قمة الجبل لإنشاء المركز الحضاري، لكنها أبانت عن إمكانية استغلال الأماكن التي تم زيارتها لإنشاء مطلات وأماكن للتنزه للعائلات كونها تُطل على المدينة وسوقها الشعبي، كما تشرف المنطقة المزارة على الأودية المحيطة مثل وادي ضيان من الجهة الشرقية وأحياء سيال والقفيل والطريق الدائري الغربي ووادي راش من الجهة المقابلة، الأمر الذي يمنح الزائر للمكان الكثير من المتعة.
وكان المجلس قد أوصى في إحدى جلساته السابقة بتكليف وفدٍ من الأعضاء للبحث عن مواقع للمركز الحضاري، وتمّ طرح الجبل المزار كأحد المواقع التي يجب زيارتها لمعرفة مدى إمكانية استغلاله لإنشاء المركز الحضاري.
وشرع الوفد في كتابة تقرير حول الزيارة متضمناً توصيات الفريق الزائر حول أهمية استغلال الموقع لإنشاء مطلات وجلسات عائلية وشبابية مزوّدة بمختلف الخدمات واقتراح تزويدها بالخدمات المختلفة كدورات المياه، وأماكن الجلوس وألعاب الأطفال والجلسات المناسبة، وخدمة "الواي فاي" وتهيئتها بشق الطرق التي تُسهل الوصول إليها لتكون متنفساً للأهالي وزوّار المحافظة.
من جانبه، ثمّن رئيس المجلس البلدي لبلدية المخواة عبد الرحمن علي حمياني، للوفد جهودهم التي يبذلونها وتجشمهم عناء الصعود سيراً على الأقدام في سبيل الوقوف ميدانياً على الموقع، مؤكداً أن ضيق المساحات جعل المجلس يفكر في استغلال كل شبر من المحافظة، ومحاولة استغلال المطلات والجبال المحيطة لتعويض عدم كفاية الأراضي لإنشاء مشاريع حيوية.