توعدَ والد الطفلة "ريتاج" المتوفاة إثر خطأ طبي فادح، ارتكبه في حقها مجموعة من الأطباء مع طاقمهم التمريضي بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بمحافظة الطائف، بمقاضاة المتسببين في الواقعة وإعادة حق طفلته البالغة من العمر ثلاثة أشهر. وكانت الطفلة قد عانت بشدة بعد دخولها إلى المستشفى، وصدر قرار بإخضاعها لعملية جراحية بالمخ، حيث خرجت من العملية إلى قبرها.
وكان المتحدث الإعلامي باسم الشؤون الصحية بالطائف سراج الحميدان، قد أكد وفاة الطفلة "ريتاج" مساء الجمعة الماضية، مشيراً إلى انتظار نتائج التحقيق بعد إحالة القضية المرتبطة بشكوى والدها إلى الهيئة الشرعية بالمحافظة.
وقال "الحميدان": "أي معالجة طبية تترتب عليها وفاة مريض أو إصابته بفقدان أي عضو، تحال إلى الهيئة الشرعية مباشرةً، وتتولى بدورها تكوين لجنة للتحقيق يكون على رأسها قاضٍ شرعي، وبذلك لم يعد للشؤون الصحية أي علاقة بهذه القضية".
وكان المواطن ناصر سعود العتيبي، والد الطفلة "ريتاج"، قد تقدم بشكوى إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف ضد الفريق الطبي الذي أشرف على حالة طفلته منذ دخولها وحتى وقوع الخطأ الطبي الذي أودى بحياتها.
وقال الأب: "أدخلت الطفلة إلى المستشفى بسبب التحام عظام في الجبهة عانت منه منذ الولادة، ثم قرر دكتور استشاري مخ وأعصاب "من جنسية عربية" بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، إجراء عملية لتعديل عظام وتوسعة للمخ، وأكد هذا الطبيب أن إجراء العملية في هذا العمر ضروري حتى لا يتعرض المخ للضمور".
وأضاف "العتيبي": "أجريت هذه العملية في الساعة العاشرة صباحاً يوم الثلاثاء 1435/ 5/ 10 حيث أكد الطبيب حينها أن العملية ناجحة بنسبة 100% وأخرجوا الطفلة إلى قسم التنويم في الساعة الثانية والنصف مساءً بالدور الثاني في غرفة 207، وعندما أفاقت من المخدر ظلت تبكي قرابة ساعة إلى أن أصيبت بإغماء، وأوضح الأطباء أن القلب توقف خمس دقائق وتم إنعاشها وعاد النبض مرة أخرى".
وأردف: "بعد ذلك قرروا نقلها للعناية المركزة، واتضح أثناء توقف القلب أن أعصاب المخ توقفت، فأدخلوها إلى العناية وكانت موضوعة على أجهزة التنفس الصناعي وحالتها حرجة جداً".
وتابع الأب: "ظلت الطفلة منومة إلى أن أكد الطبيب المشرف على العناية أن مثل هذا الحالات لا تشفى عادة، فذهبت إلى الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية فأخبرني أن العملية ناجحة وأن المشكلة تتعلق بالتخدير، وظلت ابنتي في العناية المركزة عشرة أيام حتى توفيت يوم الجمعة 1435/ 5/ 20ه".
وقال "العتيبي": "توجهت إلى قسم المتابعة الفنية يوم الاثنين 1435/ 5/ 16 ه، والتقيت الدكتور الذي باشر القضية وطلب مني تقرير الطبيب الذي أجرى العملية، وأوضح لي أن الطفلة خضعت لجراحة ناجحة وأنها كانت بعد الإفاقة في وضع جيد ثم تسبب التخدير في هذه الحالة، وكان من الضروري أن تدخل إلى العناية المركزة قبل التنويم، وأكد كذلك أن تقرير التخدير لم يكتمل، ثم تم التحقيق مع الطرفين بعد ذلك واستغرق الموضوع وقتاً طويلاً جداً".
وأضاف: "طلبت من قسم التقارير الطبية تقريراً عن حالتها، فحددوا لي موعداً بعد أسبوع وذلك يوم الاثنين الموافق 1435/ 5/ 16 ه، وحين حضرت رفض الطبيب إعطائي التقرير بحجة أن ابنتي في العناية وحالتها غير مستقرة، لكنني أؤكد أن طفلتي عندما دخلت إلى قسم العمليات بصحبة والدتها كنت أنا أسمع أطباء التخدير يتجادلون فيما بينهم حول تخديرها، ويقولون إنهم لن يتحملوا المسؤولية، فتقدمت حينها بشكوى إلى مدير مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف والمعاملة الفنية برقم 158/ 30822 وبتاريخ 1435/ 5/ 11 ه".
وأردف الأب: "اليوم الأخير من حياة ابنتي شهد معاناة كبيرة حيث وجدناها أنا ووالدتها بالعناية في حالة سيئة وكانت عندها ممرضتان تراقبان جهاز القلب، فتوجهت إلى الأطباء المناوبين ووجدتهم جالسين في المكتب من دون أي إحساس بالمسؤولية ولما ذهبوا إلى ابنتي وجدوا نبض قلبها ضعيفاً وعلموا أنها لن تستمر لأكثر من ساعة على قيد الحياة".
وقال المواطن "العتيبي": "من يعيد حق الطفلة التي شارك فريق طبي كامل في ارتكاب خطأ طبي أودى بحياتها؟، ومن يوقف حزن وألم والدتها التي تألمت وما زالت في حالة مؤسفة لفقدها طفلتها؟".