بالأمس كانت جراح جازان تنزف، ونساؤها يتجرعن الألم لعدم وجود طبيبات أو صيدليات يضمدن جراحهن، ويخففن من آلامهن.. كان كل بيت يحلم بأن يرى طبيبة من بناتهم، يرتدين معطفهن الأبيض. جازان الأمس انطوت صفحتها، وأشرق فجرها اليوم الأحد ب 52 طبيبة بعد انتظار دام سبع سنوات، كانت عمر كلية الطب لشطر الطالبات، و24 صيدلانية، يتوجهن نحو عالم المستشفيات ومراكز الرعاية بالمنطقة؛ فقد ارتفع قسمهن لأول مرة بالمنطقة، بعد أن انتظرهن مجتمعهن منذ عقود. تلك الأرقام كانت غائبة عن جازان طوال العقود الماضية، وما إن حلت جامعة جازان حتى كانت خطوتهن الأولى كلية طب للطالبات، فقد خططت جامعة جازان لتدفع بهن إلى مجتمعهن بعد تعليمهن وتأهيلهن.
76 أسرة تحتفي بوهج مجتمعهن ونخبة الطب والصيدلة اللاتي يمسحن ماضي المرض والألم وقهر السنين.. ففي محافظاتجازان من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ومن جبالها إلى سهلها، تجهز للاحتفاء ببناتهن من طالبات الطب والصيدلة.. قرى وأحياء سوف تشعل عقود الفرح بهن.
خطت جامعة جازان خلال السنوات القليلة الماضية خطوات متميزة، وحققت قفزات متسارعة في عدد من المجالات العلمية والتطبيقية والنظرية، وكان من أبرز المحطات التي وجدت صدى إيجابياً واسعاً لدى فئات المجتمع كافة إنشاء "كلية الطب" ضمن منظومة كليات الجامعة، في تحقيق مباشر لتطلعات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في الرقي والنهوض بمستوى التعليم الطبي، نظراً للحاجة الماسة للكوادر البشرية السعودية في تأمين وتغطية النقص الموجود في الخدمات الطبية في السعودية.
وقد كان للجامعة دور بارز في تحقيق هذه الرؤية من خلال إنشاء هذه الكلية بشقيها، التي ينتظرها مستقبل واعد، وبدأت ثمارها تُجنَى.
قصص نجاح ومعاناة طويلة عاشتها المتخرجات، فقد بدأت طالبات الطب والصيدلة قبل سبع سنوات مشوارهن في دراسة الطب والصيدلة، وكان كل يوم يمر يزداد معه الهم، ويقرب معه الأمل نحو لقب طبيبة.
في يوم تتويجهن بلقب الطب والصيدلة ستكون الأميرة عادلة بنت عبد الله هي من سيقف لتسلِّم طالبات الطب وزميلاتهن المتخرجات من جامعة جازان وثائق التخرج، وتصغي لقَسَم المهنة، الذي يُرفع لأول مرة في أرض جازان لطالبات الطب.
وأوضح مدير الجامعة الدكتور محمد بن علي آل هيازع أن حفل التخريج يأتي تجسيداً لدعم جامعة جازان لتعليم المرأة، مبرزاً تخريج 52 طبيبة كأول دفعة من طالبات كلية الطب، و24 صيدلانية حاصلة على درجة دكتور صيدلي.
وأضاف بأن الحفل سيشهد كذلك الدفع بأعداد من الطالبات كدفعات أولى لعدد من التخصصات، التي عملت الجامعة على دعمها لإنجاز خطط التنمية الوطنية الجارية بمنطقة جازان.