كشفت واقعة قيام أحد العاملين في القسم الأمني بمطار ميامي الدولي بالولايات المتحدةالامريكية, استخدام بيانات حصل عليها من أجهزة الماسح الضوئي للأشخاص الموجودة لمواجهة العمليات الإرهابية المحتملة, للعضو الذكري لزميله الذي يعمل معه في القسم الأمني نفسه, وتهديده بصورة عضوه الذكري, كشفت عن إمكانية استخدام هذه البيانات والصور التي تظهر جميع أجزاء جسم الإنسان بما فيها العورات المغلظة، ضد المسلمين والمسلمات الذين يتعرضون لهذه الأجهزة في المطارات الأمريكية, بل قد تسرب هذه الصور إلى أجهزة استخباراتية تمارس الابتزاز . فطبقاً ل(CNN) فقد ألقت الشرطة الأمريكية القبض على أحد العاملين في القسم الأمني بمطار ميامي الدولي، وذلك بعد توجيهه تهديداً بالقتل لزميل له عرضه لمضايقات متكررة منذ فترة، بعدما اكتشف صغر حجم عضوه الذكري مستخدماً بيانات حصل عليها من أجهزة الماسح الضوئي للأشخاص الموجودة لمواجهة العمليات الإرهابية المحتملة. وقال الموظف الموقوف، رونالدو نيغرين إنه "فقد صوابه ولم يعد بوسعه تحمل المضايقات" التي يتعرض لها من قبل زميله، وقد شهد أحد العاملين في المركز أنه سمع نيغرين وهو يهدد زميله الذي طبع له صورة من الجهاز تظهر حجم عضوه، بالقول: "عليك الركوع على ركبتيك والاعتذار وإلا سأقتلك". وقالت إدارة النقل الأمريكية إنها ستقوم بإجراء تحقيقات حول إمكانية وجود "خروقات في العمل" في إشارة إلى الصورة المفترضة لنيغرين. واعترفت الإدارة بأن الحادث وقع خلال تدريب بين الموظفين على كيفية استخدام الأجهزة. واعتبرت الجهات التي اعترضت على نشر هذه الأجهزة في المطارات إلى اعتبار الحادث أحد الأدلة الواضحة على تأثير الماسحات الضوئية السلبي والمهدد للخصوصيات، وقال جون فردي، كبير مستشاري مركز الخصوصية المعلوماتية: "هذا يظهر دقة الصور والأجزاء التي يمكن أن تكشفها في الجسم". يذكر أنها ليست الحالة الأولى من نوعها بما يتعلق بالماسحات الضوئية، ففي مارس الماضي، وجهت الشرطة البريطانية إنذاراً إلى أحد العاملين في مطار "هيثرو" بدعوى تلفظه بتعليق بذيء على إحدى زميلاته في العمل عندما وقفت في جهاز مسح ضوئي لكامل الجسم، عن طريق الخطأ , ويذكر أن الماسح الضوئي لكامل الجسم من الأجهزة الأمنية المستحدثة في المطارات البريطانية منذ مطلع العام الحالي. ولكن كيف يقرأ هذا الحادث من المنظور الشرعي وتاثيره في خصوصيات المسلمين والمسلمات الذين يتعرضون للماسح الضوئي بالكامل أثناء دخولهم المطارات الأمريكية والبريطانية. في البداية يقوم الدكتور محمد النجيمي "الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي" إن هذه الحادثة تدل على جريمة مكتملة الأركان, فرجل أمن المفترض فيه يحفظ المعلومات ولا يخرج بأي أسرار, يهدد زميله بعورته المغلظة, يجعلنا نتساءل عن خطورة هذه الأجهزة في إظهار العورات للرجال والنساء . وقال النجيمي: لقد ثبت يقيناً أن المسح الضوئي في المطارات الأمريكية والبريطانية يكشف العورات, وهذه الواقعة المعلن عنها اليوم دليل دامغ على ذلك, وإظهار العورات المغلظة أو كشفها أو الاطلاع عليها لا يجوز شرعاً بإجماع علماء الأمة من كل المذاهب, واستخدام الماسح الضوئي لا هو من باب الضرورة ولا الحاجة , فهناك وسائل أخرى تكشف أي شيء مخالف, وتحفظ العورات, مضيفاً أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية يعد انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان, بل انتهاكاً لجميع الأديان السماوية والقوانين الوضعية, والمواثيق الدولية, مطالباً بتحرك من الدول العربية والإسلامية أن تطلب من الإدارة الأمريكية وقف هذا الأمر تماماً والاستعانة بأجهزة أدق وأرقى تحفظ حقوق الإنسان والخصوصيات, كما طالب المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية القيام بدورها في إنهاء هذا الأمر ووقف هذه الإجراءات. وقال الدكتور النجيمي إن الواقعة التي نحن بصددها توضح بجلاء أن هذه البيانات والصور التي تكشف عورات المسلمين والمسلمات المغلظة يمكن أن تستغل ضدهم من أجهزة استخباراتية, وهذه القصة التي كشف عنها اليوم خير دليل. ويرى الشيخ والكاتب عبد الله الزقيل أن هذه الواقعة تكشف خطورة كشف الماسح الضوئي في المطارات الأمريكية والبريطانية لعورات النساء والرجاء, أو استغلال هذه الصور في الإساءة لأي شخص, وقال الشيخ الزقيل إن على أي مسلم لا يرتبط بأمر ضروري مثل استكمال دراسة أو استكمال علاج أو حاجة ضرورية لا يعرض نفسه لهذه الأجهزة, واصفاً التعرض لأجهزة الماسح الضوئي للمسلمين والمسلمات في المطارات بأنه إهدار للآدمية وكل حقوق الإنسان والمواثيق الدولية, وأمر غير مقبول على الاطلاق . وأكد الدكتور عبدالفتاح إدريس، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن هذا الماسح الضوئي كاشف للعورة المغلظة لكل من الرجل والمرأة سواء من المسلمين أو من غيرهم، وحذر من أن استعمال الماسح الضوئي الذي يمكن الآخرين من رؤية هذه العورة باعتبار أن ذلك تمكين من النظر إليها لغير ضرورة أو حاجة، وذلك لأن السلطات سواء أكانت مسلمة أو غير مسلمة إذا كانت تريد الحفاظ على أمنها وسلامة بلادها ضد المخربين أو نحوهم، فهناك آلاف الوسائل التي يمكن بها التفتيش عن الأشياء الممنوعة التي تكون بحوزتهم. وأوضح أنه عند وجود البديل للتفتيش الداخلي تنعدم حالة الضرورة والحاجة، فلا يكون لها هدف أو ضرورة. وحذر من الذين يتولون إدارة هذه الأجهزة وتشغيلها التي تبين عورات الرجال والنساء، فهم بشر يحملون بين جنباتهم نفساً أمارة بالسوء، وهذا يؤدي للمفسدة، لذا لا يجوز شرعاً لدولة إسلامية استخدام هذه الأجهزة في مطاراتها لما فيها من المفاسد التي تنال المرأة الشريفة والوضيعة.