ناقش خبراء دوليون في المنتدى العربي الثاني للتنمية والتشغيل الذي تستضيفه المملكة، معاناة شريحة الشباب العربي من البطالة، والتي كشفت أحداثها حركات الربيع العربي، وما نتج عنها من أحداث جسام كان بدايتها إحراق الشاب التونسي "محمد بوعزيزي" نفسه. وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن مازن معايطة ل"سبق": "في حال توافر الحماية الاجتماعية للعامل الوافد أو الوطني من حيث الأجور ومستوياتها، والتأمين الصحي، والضمان الاجتماعي، حينها لن يصبح العامل الوافد منافساً للعامل الوطني، وبالتالي سنشاهد إقبالاً واضحاً من الشاب السعودي على فرص العمل المتاحة".
وأوضح أن "الحماية الاجتماعية تحفز الشاب السعودي على الإقبال على أي عمل متاح، بالإضافة إلى أنها تعمل على إعادة تأهيل مهارته إلى مهارات أخرى تناسب ميوله، وهذه القضايا من شأنها أن تنظم سوق العمل وتحد من سوق البطالة التي يجب حلها، وإلا فإنها ستجلب للعالم العربي قضايا يصعب حلها في المستقبل".
من جهته قال وكيل وزارة العمل والتأهيل في جمهورية ليبيا إبراهيم أبو بريدعة ل "سبق": "إن مؤشرات البطالة العربية أصبحت من أعلى المؤشرات وأخطرها على المجتمعات الشابة"، مضيفاً "جئنا لمناقشة فرص التنمية الموازنة، وخلق فرص التشغيل للشباب، وسنعمل لإيجاد حلول لتوليد فرص للعمل وخلق استثمارات تستقطب شريحة الشباب وخلق استقرار أمني وسياسي، والاستفادة من التجارب لبعض الدول التي مرت بالأزمات".
وبخصوص دول الخليج أكد بريدعة أن "هذه الدول تعتبر من الدول الغنية التي تتجه إليها العمالة المهاجرة التي يعزف المواطن فيها عن العمل، وخصوصاً في النواحي التي تتطلب القوة والاستفادة، ولذلك يجب على هذه الدول معرفة وحصر العمالة الماهرة والمدربة في بلدانها، واستقطابها بشكل لا يحدث تكدساً وافتراشاً للعمالة في الشوارع، ويلبي متطلبات سوق العمل".
فيما أوضح مستشار وزارة التعليم العالي بسلطنة عمان لشؤون الكليات الدكتور محمود بن مبارك السليمي ل"سبق"، أن "المواءمة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل تعتبر من أهم الإشكاليات والتحديات التي تواجه الشباب الذين يجب إعادة النظر في تخصصاتهم الأكاديمية والمهنية، بما يتناسب مع متطلبات الوضع الراهن أمام هذه التحديات؛ لأن غالبية من يتوجهون لدراسة التعليم العالي يتبعون التخصصات الأكاديمية، والتخصصات المهنية هي الحل المناسب الذي يمكن أن يتناسب في ضوء مخصصات القطاع الخاص الذي يبحث عن مهارات الفنيين القادرة على مواكبة تطورات السوق".
وخلص السليمي إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الشباب العربي والخليجي، هو الإقبال على دراسات التعليم العالي، والالتحاق بها، والمطالب كثير، وتم إنشاء الجامعات والكليات الخاصة لتصل في سلطنة عمان فقط إلى أكثر من 29 مؤسسة تعليمية وكلية".