أحمد السبعي: لم تصمد طبقات الأسفلت على طريق محافظة "الريث" الرابط بين منطقة جازانوعسير، أمام الأمطار التي هطلت أمس وألحقت أضراراً بالشوارع الموصلة بين قرى المحافظة والطريق الذي يسلكه الطلاب والمعلمون يومياً للذهاب إلى مدارسهم في المحافظة أو القرى التابعة لمنطقة عسير. وكان أهالي المحافظة قد فقدوا أحد أبنائهم في سيل رخية بعد أن جرفت مركبته وتم العثور عليه متوفى، ووقف الأطفال والكبار يتأملون موقع الغرق ويتفقدون مقتنيات الفقيد في موقع الوادي الخالي من عبّارة لمرور السيل من أسفل الطريق، مما يضطر الجميع إلى المرور فوقه.
وقال الأهالي إن السيل يعرقل السير لخمس ساعات، ويتسبب في تكرار حوادث انجراف المركبات ويسفر عن وقوع وفيات، خصوصاً أنه يجرف كميات كبيرة جداً من الصخور إلى الطريق ويبقيه مغلقاً حتى بعد توقف السيل.
وفي جولة ميدانية ل"سبق" بدأت من محافظة صبيا وحتى محافظة الريث؛ بهدف رصد وضع المحافظة عقب الأمطار وعلى مسافة 70 كيلومتراً، عجزت مركبة فريق "سبق" عن الحركة.
ورصد فريق "سبق" حالة الطريق التي وصفها الأهالي بالسيئة بعدما جرفت مياه الأمطار طبقات الأسفلت في بعض المواقع، مما أدى إلى عرقلة سير السيارات واحتجازها.
والتقت "سبق" عدداً من أهالي المحافظة وعابري الطريق الذين قالوا: "الطريق يتعرض لهذه الحالة مع كل أمطار تهطل حيث تتساقط الصخور وتحدث انهيارات ويغلق الطريق ويتم احتجاز الأهالي والمرضى والطلاب في منازلهم".
وأضاف أهالي محافظة الريث: "الطريق يعاني من عدم التصريف حيث لا توجد أي عَبارات لتصريف المياه على امتداد الطريق من وسط محافظة الريث وصولاً إلى الجبل الأسود ولجب".
وأردفوا: "الطريق أصبح مجرى الوادي؛ بسبب عدم التصريف وتسبب ذلك في أن السيل صنع لنفسه طريقاً تحت أحد جسور الحماية في الطريق، مما أدى إلى انهيار الطريق كلياً بعدما جرفت المياه التراب أسفله".
ورصدت "سبق" جهود الشركات التابعة لوزارة المواصلات لإزاحة الصخور ومحاولة فتح الطرق المغلقة، ولاحظت أنه وعلى الرغم من تلك الجهود إلا أن بعض المركبات ظلت عالقة جراء الانهيارات الصخرية على الطريق.
وحول مسألة فتح الطرق، قال يحيى جابر ل"سبق": "الطرق يتأخر فتحها دائماً مما يتسبب في تعطيل حركة السير جزئياً في طريق المحافظة الرئيس الحالي، والحقيقة أن طرقنا تتضرر جراء الأمطار في كل مرة تهطل فيها، حيث تحدث انهيارات صخرية ويتم إغلاق طرق وبعد تضرُّر طبقة الأسفلت يتم عمل وصلة في مواقع الانقشاع".
ورصدت "سبق"، خلال جولتها، حجم الأضرار الناجمة عن السيول والتي تمثلت في مركبات المواطنين التي جرفها السيل وسيارة شركة تابعة للمواصلات التي سقطت في إحدى الحفر الناجمة عن السيول وانهارت عليها الصخور.
وكانت مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان قد أصدرت بياناً أوضحت فيه أن أمطاراً متفرقة هطلت على منطقة جازان وشملت الريث، العارضة، جبال فيفا، هروب، أبي عريش، الحرث وجزيرة فرسان، وكانت هذه الأمطار ما بين خفيفة ومتوسطة وغزيرة، وتبعها جريان سيول وساع وشهدان في هروب ووادي رخية في الريث ووادي جيزان في العارضة ووادي خلب في الحرث.
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان، الرائد يحيى القحطاني: "سيول وادي رخية في محافظة الريث جرفت مركبة من نوع "جيب" على متنها شاب يبلغ من العمر 22 عاماً".
وأضاف: "تلقينا بلاغاً في تمام الساعة السابعة والربع مساءً يفيد بوجود مركبة محتجزة في وسط الوادي، وأثناء وصول الفرقة إلى الموقع اتضح أن السيل جرف المركبة وقائدها، ثم تم تمشيط الوادي بحثاً عنه حتى عثر ذووه على جثمانه في أعلى سد السليعة ونقل إلى المستشفى وأدخل بموجب مذكرة وتسلمه ذووه".
وحذر الرائد "القحطاني" من مخاطر السيول والأمطار ودعا الجميع إلى الاستجابة لتعليمات الدفاع المدني وعدم المجازفة بدخول الأودية أثناء جريانها، وقدم تعازيه لذوي الشاب المتوفّى.