لم تشفع الحوادث المرورية، التي حصدت أرواح الكثير، وأصابت الكثير أيضاً على الطريق الساحلي (جدة- جازان)، وأفجعت قلوب ذويهم في مركز حلي جنوب القنفذة، من اعتماد مركز للهلال الأحمر بحلي، حيث لا يوجد سوى مركز مؤقت، يجري سحبه بمجرد انتهاء موسم الحج. ورغم موقع حلي الحيوي الذي يشرف على طريق دولي، وعدد سكانه الذي يتجاوز 60 ألف نسمة، ويضم أكثر من 40 قرية وهجرة، ترتبط هذه القرى بطرق متعددة لا تخلو معظمها من المخاطر؛ لعدم توفر مقومات السلامة المرورية، ونسبة عالية منها غير مضاء، ما أدى ذلك لحوادث مميتة وإصابات تحدثت عنها الصحف، وطالبت بفتح مركز للهلال الأحمر بالمركز؛ لكونه بحاجة ضرورية إلى ذلك.
ويتساءل الأهالي: ما الذي جعل هيئة الهلال الأحمر تضع مركزاً مؤقتاً بحلي في موسم الحج فقط من كل عام؟ وبمجرد انتهاء الموسم يتم سحبه.
ورغم ما تم طرحه قبل سنوات قليلة من خلال بعض وسائل الإعلام أن الهيئة سوف تعتمد مركزاً للهلال الأحمر بحلي بميزانية عام 1432- 1433ه، ونحن في عام 1435ه، إلا أنه لا زالت المطالب تحث الخطى لتحقيق هذا الأمر، ولكن دون جدوى.
ورصدت الصحف- ولا زالت- حوادث على طرق القرى والهجر في حلي لا يصل إليها الهلال الأحمر إلا بعد مضي وقت يجعل من على مسرح الحادث يقومون بإسعافهم، وقد تم إسعاف الكثير، ولا زال هذا المسلسل من قبل أهالي الخير رغم سلبيته أحياناً وإيجابيته عند الضرورة.
فأقرب موقع للهلال الأحمر يبعد عن حلي بمسافة 30 كلم للمركز الرئيس، وتختلف المسافة حسب موقع الحادث للتوسع الجغرافي لمركز حلي، فبعض القرى قد يستغرق وصول الهلال لها وقتاً طويلاً تتجاوز مسافة 30 كيلومتراً، ثم تعود سيارة الهلال بالاتجاه نفسه إلى مستشفى القنفذة العام بمسافة 30 كيلومتراً، وهنا يكون الإسعاف على مسافة 100 كيلومتر، قد تزيد حسب موقع الحادث، وإن كان على الطريق الدولي الساحلي، بينما لو كان هناك مركز للهلال الأحمر بحلي لتقلص عامل الوقت والمسافة معاً، وهذا ما يسعى بسببه الكثير من الأهالي من أجل إنقاذ أرواح على الطرق العامة والطريق الدولي.