اتفق مدير المركز الدولي للفلك المهندس محمد عودة، مع مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي، رئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور منصور بن عطية المزروعي، على أن الجرم السماوي الذي شوهد في سماء المنطقة الغربية من المملكة قبل أسبوعين تقريباً في 16 يناير 2014، لم يكن نيزكاً بل كان جزءاً من حطام الجسم الصاروخي الذي أطلقه القمر الصناعي الصيني المعروف ب"Chinasat 9 Rocket". وتوقع المهندس "عودة" أنه من المحتمل أن يكون هذا الحطام قد سقط في الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة "صحراء الربع الخالي".
وقال المهندس "عودة"، في بيان بثه المركز قبل قليل: "شاهد العديد من الناس في الأجزاء الغربية من المملكة العربية السعودية ظهور جرم لامع في السماء، ومن ثم سقوطه نحو الأرض، وذلك يوم الخميس 16 يناير في الساعة 11:08 مساء بالتوقيت المحلي، واختلفت التفسيرات في ذلك الوقت حول هذا الجرم، هو صناعة بشرية أو طبيعي، والاحتمالات تراوحت ما بين نيزك، أو صاروخ، أو طائرة محترقة، أو حطام قمر صناعي".
وتابع مدير المركز الدولي للفلك: "بعد مشاهدة المقاطع المتعددة التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، فقد كان منظر الجرم يؤشر بشكل واضح إلى أنه حطام لقمر صناعي، كما أشار اليه الدكتور منصور المزروعي، ففي العادة يبدأ الحطام الساقط كشيء محترق لامع وكبير ومن ثم ما يلبث أن يتفكك إلى عدة أجزاء محترقة، وهذا ما بينته معظم مقاطع الفيديو التي تم نشرها، حيث تبين أوضحها أنه انقسم إلى خمسة أجزاء محترقة أثناء سقوطه نحو الأرض ودخوله الغلاف الجوي الأرضي".
وأضاف "عودة": "بعد البحث في حطام الأقمار الصناعية المرشحة للسقوط نحو الأرض، تبين أن هناك حطاماً كان من المتوقع سقوطه على الأرض فوق تلك المنطقة وفي نفس ذلك الوقت، واسمه Chinasat 9 Rocket، ومسجل بالرمز CZ-3B R/B، وهو في الواقع ليس قمراً صناعياً فعالاً، بل هو إحدى مراحل الصاروخ التي أطلقت القمر الصناعي عام 2008م للاتصالات، وبتتبع مسار حطام القمر الصناعي قبل سقوطه نحو الأرض نجد أن الحطام كان يتجه من الغرب إلى الشرق، وأنه بدأ يظهر في سماء الأجزاء الغربية من المملكة خاصة المنطقة الواقعة ما بين المدينةالمنورةوجدة في الساعة 23:05 مساء، وكان الحطام حينها يقع فوق جنوب مصر".
وأفاد مدير المركز الدولي للفلك: "وذلك يظهر في الصورة رقم (1)، بحيث يقع الحطام في منتصف الصورة وتحيط به دائرة معتمة وهي المناطق التي كانت ترى الحطام في ذلك الوقت، أما الصورة رقم (2) فهي صورة مكبرة، وتبين موقع حطام القمر الصناعي في الساعة 23:07، ويتضح منها أن الحطام دخل المملكة ما بين ينبع ورابغ، وكان حينها مشاهداً من الأردن شمالاً وشمال اليمن جنوباً ومن الرياض شرقاً".
وأشار "عودة": "الصورة رقم (3) تبين احتمالية موقع الحطام في الساعة 23:09، وكان حينها يقع في وسط المملكة وكان ما زال مشاهداً من معظم الأجزاء الغربية من المملكة، وبمشاهدة مقاطع الفيديو التي صورها الشهود، نلاحظ أن معظم مقاطع الفيديو تظهر الحطام يتجه من اليمين إلى اليسار، في حين أن القليل منها تظهره يتجه من اليسار إلى اليمين، وهذا مطابق للواقع ويؤكد أن ما تم مشاهدته هو حطام القمر الصناعي. فالحطام كان يتجه في الفضاء من الغرب إلى الشرق، فأما بالنسبة للمناطق التي تقع شمال رابغ، وهذا يشمل المدينةالمنورة وينبع والقاحة وبدر، فإن الحطام قد مر بالنسبة لها من جهة الجنوب، والجرم الذي يتحرك من الغرب إلى الشرق ماراً بالجنوب فإنه يتحرك في السماء من اليمين إلى اليسار، وأما بالنسبة للمناطق الواقعة جنوب رابغ وهذا يشمل جدة، فإن الحطام قد مر بالنسبة لها من جهة الشمال، والجرم الذي يتحرك من الغرب إلى الشرق ماراً بالشمال فإنه يتحرك في السماء من اليسار إلى اليمين. وبالنظر إلى مقاطع الفيديو في هذه المناطق نجد أن جميعها متفق مع هذه الحقيقة".
وبيّن مدير المركز الدولي للفلك: "ونلاحظ من بعض مقاطع الفيديو أن الحطام قد مر بجانب القمر، الذي كان موجوداً في جهة الشرق تقريباً، وهذا يعني أن الحطام الذي بدأ بالاحتراق من فوق مصر قد استطاع عبور البحر الأحمر، أي لم يسقط في البحر الأحمر كما ذُكر، وعبور المنطقة الغربية من المملكة وصولاً إلى جهة الشرق بالنسبة لغرب المملكة، وكان من الصعب تحديد مكان سقوطه على الأرض بشكل دقيق، ولكن بما أنه بدأ بالاحتراق من فوق مصر، وبما أنه لم ترد أي تقارير على رؤيته من الأجزاء الجنوبيةالشرقية من المملكة أو من سلطنة عمان، وبسبب سقوطه العمودي الحاد الذي يظهر في بعض مقاطع الفيديو الملتقطة من غرب المملكة، وإن الاحتمال الأكبر أنه سقط على الأرض في الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة، وكل ما ذكر يشير بوضوح أن الرأي بأنه جسم صاروخي هو الأقرب للواقع وأنه ليس بنيزك أو شهب".