قالت شركة "سيكولرت" الإسرائيلية المتخصصة في الأمن الإلكتروني إن متسللين اخترقوا جهاز كمبيوتر تابعاً لوزارة الدفاع الإسرائيلية عن طريق ملف مرفق برسالة عبر البريد الإلكتروني كان يحتوى على برامج ضارة، بدا وكأن جهاز "شين بيت" الإسرائيلي للأمن الداخلي قد أرسله. وأضافت أنها استطاعت إحباط العملية بخداع برنامج "إكستريم رات" بجعله يتصل بأجهزة سيرفر تسيطر عليها "سيكولرت" من أجل تحديد أجهزة الكمبيوتر التي أصيبت وتعطيل الهجوم.
وقال أفيف راف، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "سيكولرت"، إن متسللين سيطروا بشكل مؤقت في وقت سابق من يناير الجاري على 15 جهاز كمبيوتر، من بينها جهاز تملكه الإدارة المدنية الإسرائيلية التي تراقب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وقال "راف" ل"رويترز" إنه كان يشتبه بأن فلسطينيين هم الذين قاموا بهذا الهجوم الإلكتروني، مشيرا إلى التشابه مع هجوم إلكتروني شن على أجهزة كمبيوتر إسرائيلية قبل أكثر من عام من سيرفر في قطاع غزة الذي تحكمه حماس.
وأضاف أنه على الرغم من أن أحدث هجوم شن من سيرفر في الولاياتالمتحدة فقد أشار خبراء إلى أوجه الشبه في أسلوب الكتابة والتعبير مع الهجوم الذي شن في وقت سابق.
وقال "راف" إن "سيكولرت" لم تحدد ما فعله المتسللون بعد الإصابة المبدئية ببرنامج "إكستريم رات"، وقال: "كل ما نعرفه أن جهاز كمبيوتر واحداً على الأقل في الإدارة المدنية سيطر عليه المهاجمون.. ما الذي فعلوه؟ لا نعرف".
وامتنع "راف" عن تحديد هوية أجهزة الكمبيوتر الأربعة عشر الأخرى التي استهدفها المتسللون، وقال مصدر إسرائيلي - طلب عدم نشر اسمه - إن من بينها شركات لها دور في عمليات التوريد للبنية الإسرائيلية الدفاعية.
وبناء على تحليل "راف" فإن الخمسة عشر جهاز كمبيوتر التي سيطر عليها المتسللون لما لا يقل عن سبعة أيام بعد بث رسالة عبر البريد الإلكتروني في 15 يناير تضمنت ملفاً مرفقاً عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق الذي كان قد توفي للتو.
وامتنع المسؤولون الإسرائيليون عن التعليق على ما توصل إليه "راف"، وقال متحدث باسم "الإدارة المدنية": "إننا لا نعلق على ذلك، لا نرد على مثل هذه التقارير".
و"الإدارة المدنية" وحدة من وزارة الدفاع الإسرائيلية تشرف على مرور البضائع بين إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة.
وتصدر الإدارة أيضاً تصاريح دخول للفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل.
ولم يرد تعليق فوري من الفلسطينيين على التقرير.
وتصاعد نشاط التسلل الإلكتروني في الشرق الأوسط خلال الثلاث السنوات الماضية، مع استهدف كل من الحكومات وجماعات النشطين، الجيش وهيئات الدولة الأخرى والبينة الأساسية المهمة وشركات، بالإضافة إلى معارضين وجماعات إجرامية من أجل الحصول على معلومات عن عملياتها وتعطيلها أيضاً.