تجوّلت "سبق" عصر أمس الأربعاء في بئر "وادي الأسمر"، حيث سقطت الطفلة "لمى" منذ 34 يوماً بعد محاولات استمرت يومين تغلبت خلالهما على رفض الدفاع المدني دخولها بحجة خطورة المكان، إلا أن الشركات المتواجدة هناك نفت ل"سبق" وجود أي خطورة على دخولنا أو الاقتراب من موقع البئر. وعلمت "سبق" أن العقيد إبراهيم الحويطي المتواجد هناك هو من رفض بشدة دخولنا بحجة أن الناطق الإعلامي هو ما يزود الصحفيين بالصور، وأنه في كل دول العالم الناطق الإعلامي هو من يسرِّب الصور للإعلاميين.
والتقت "سبق" عائض بن راشد الروقي، والد "لمى" الذي أنهى مهمة توكيل مكتب المحاماة لإقامة الدعوى ضد المغرِّدَيْن عبدالله العريفج وخالد الأشاعرة.
ولا يزال "الروقي" ينتظر ما ستسفر عنه عمليات الحفر لانتشال ما تبقى من جثمان طفلته، وهو يراقب عمليات الحفر التي تقوم بها الشركات هناك لا يفصل عن وجوده بجانب البئر سوى بعض ساعات بسيطة يريح بها جسده المرهق.
وقال "الروقي" ل"سبق": "شركة معادن قالت إن تكيس البئر التي قامت به شركة أرامكو يشكل خطورة على العاملين أثناء نزولهم، بحجة أن هناك انحرافاً أسفل التكيس يعيق خروج كبسولة الدفاع المدني بسرعة".
وأضاف: "على الرغم من عمل تجربة من أرامكو في إنزال الكبسولة دون وجود أحد بداخلها أكثر من مرة، إلا أن الدفاع المدني طلب تجربة وهي إخراج الكبسولة بسرعة، وعند خروجها بسرعة اصطدمت في حافة التكيس فطالبوا بتعديل الانحراف".
وتابع أن "الانحراف ليس جديداً، بل كان نتيجة عمل الفرار الذي أحضره فاعل خير واستعان به الدفاع المدني من بداية الحفر، وكان ذلك قبل وصول شركة أرامكو، وهذا الأمر هو ما أدى إلى تأخير علميات الانتشال حتى تغيير تكييس البئر؛ نظراً للخطورة كما ذكر الدفاع المدني".
وقال "الروقي": "شركة أرامكو تعمل الآن على تعديل الانحراف وبانتظار وصول التكييس".
وأكد أن الدفاع المدني علم بوجود الانحراف قبل وصول شركة أرامكو في أثناء حفرهم بالفرار، لكنهم لم يبنوا ذلك حيث كان من المفترض أن يوضحوا للشركة قبل بدء الحفر حتى يجدوا طريقة أخرى بحفر بئر موازية من الناحية الأخرى ليكون الحفر بصورة مستقيمة يتمكنوا من خلاله من إنهاء عملية الانتشال.
وعلى الرغم من استمرار الحفر ووجود العاملين من الدفاع المدني والشركات الأخرى إلا أن المستشفى الميداني التي ذكرته الشؤون الصحية وسيارات الإسعاف عالية التجهيز والأطباء والفنيين والمسعفين، لم يعد لهم أثر بعد أن كانوا هناك.
"سبق" تواصلت هاتفياً مع مدير عام الشؤون الصحية محمد الطويلعي من موقع البئر للسؤال عن غياب المستشفى الميداني، فقال: "نحن نتمركز الآن في حقل وفي الزيتة التي تبعد 30 كلم عن موقع البئر". وأضاف: "متى ما طُلب منا الحضور سنحضر".
وقال: "مكثنا 15 يوماً وبعد أن رأينا أن أغلب المتواجدين ذهبوا، تم إشعار الدفاع المدني حيث تم التنسيق معهم على مغادرة الموقع على أنه متى ما طُلب الحضور سنحضر على الفور".
وذكر المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر حسام الصالح أن فرق الهلال الأحمر السعودي بمنطقة تبوك باشرت حادثة سقوط الطفلة لمى الروقي في وادي الأسمر منذ اللحظات الأولى بالموقع.
وأضاف أنه عندما بدأ الوضع يتطور ويمتد لوقت أطول وضعت الإدارة العامة بمنطقة تبوك- ممثلة بالشؤون الفنية- فرقتين إسعافيتين مباشرة بالموقع بنظام المناوبات كوضع احترازي، خصوصاً أن الموقع كان يتواجد فيه أكثر من 200 شخص.
ولفت إلى أن هذا الوضع استمر قرابة العشرين يوماً قبل سحب الفرق من الموقع وإرجاعها لنقاط التمركز بالمراكز الإسعافية المحيطة بالموقع، لاسيما أن الموقع يقع بين مركزي إسعاف حقل والزيتة، وتعمل على مدار الساعة ومرتبطة سلكياً ولاسلكياً بغرفة العمليات على الرقم 997.