في حلقة جديدة من "يا هلا بالعرفج"، أطل عامل المعرفة والكاتب الساخر أحمد العرفج على شاشة قناة روتانا خليجية مع الإعلامي المعروف علي العلياني، تناول خلالها أبرز مخرجات الصحافة والإعلام ذات الطابع المحلي المثير للجدل، معلقاً ومنتقداً لعدة قضايا ثقافية واجتماعية، خاصة فيما يتعلق بقراءة الكتب في المجتمع. وتحدث "العرفج" عن عدة محاور منشورة في الصحف مؤخراً، من ضمنها خبر نُشر في صحيفة الرياض بعنوان "نزاهة تقف على عقود أكثر من 400 مشروع وتكشف 306 قضية فساد"، حيث قال "العرفج": إن هيئة مكافحة الفساد عليها أن تقوم بتقليص تصريحاتها لأن كثرتها أضعفتها، واقترح أن تقوم الهيئة بتعيين متحدث رسمي يصرح مرة واحدة فقط في الأسبوع.
وحول قضايا الفساد التي تم الكشف عنها، قال "العرفج": إن إعلام الناس بوجود فساد لا يكفي ولابد من الذهاب للخطوة الثانية وفرض العقوبات الصارمة على هؤلاء المفسدين، مطالباً الهيئة بتحديد نوع الفساد في تصريحاتها، سواء كان مالياً أو إدارياً أو غيره.
وحول خبر في صحيفة الحياة بعنوان "عضو هيئة كبار العلماء: لا حرج في الاحتفال بالنجاح والميلاد"، علق "العرفج" قائلاً: أشيد بالشيخ الدكتور قيس المبارك؛ لأنه دائماً يبحث عن الأسهل ويخفف على الناس، على عكس بعض المشايخ الذي يستجيبون ببطء لمتطلبات العصر والزمن، حيث ناشد "العرفج" المشايخ بالاستجابة السريعة للمستجدات وإنهم من المفترض عليهم حالياً أن يحسموا شرعاً الأمور التي قد تستجد بعد 10 سنوات، مثل قضايا الاستنساخ والأجنة، وأن لا ينتظروا حتى تأتي ثم يفاجأوا بها.
وفي خبر ثالث، نشر في جريدة المدينة بعنوان "إغلاق المحلات أوقات الصلاة ليست من المسائل الشرعية القطعية"، قال "العرفج": إن المحلات لم تكن تغلق أوقات الصلاة قبل عام 70، والموضوع خلافي فيه سعة تحتمل اجتهاد الناس، مشيراً أن رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها، كما قال "العرفج": إن محلات مثل المحطات والصيدليات لابد أن يكون لها وضع خاص بسبب أهميتها للناس.
وناقش "العرفج" من خلال فقرته تصريح الأسبوع، استئثار الأكاديميين بالأندية الأدبية وموازنتها، حيث قال: إن هناك مثقفين يعرفون بالجندوري، وهو الذي يتم استضافته سنوياً في مهرجان الجنادرية، مطالباً بأن يكون هناك تنوع في استضافة المثقفين؛ لأن العالم العربي مليء بالأدباء، وطالب بتنويع الأسماء بحيث يكونون مثل كأس العالم لا يتم دعوتهم إلا مرة كل أربع سنوات.
وفي فقرة "مزاين الكتب" استعرض "العرفج" كتاب "غربة الراعي" لإحسان عباس، وقال: إنه أعاد قراءة الكتاب 10 مرات؛ لما فيه من المتعة، وأنه بكى وذرف الدمع عندما قرأه لأول مرة، حيث يحكي السيرة الذاتية لكاتبه، مبيناً أن الكاتب إحسان عباس هو أستاذ متخصص في كتابة السيرة، ورغم أنه مر في حياته بالكثير من المعاناة إلا أنه لا تجده ناقماً على أحد، ومتعالٍ على جراحه، متصالح مع نفسه، وجميع متاعبه حولها إلى شهادة حسن سيرة وسلوك، كما كان الكتاب عميقاً في الطرح بسيطاً في التناول، واسم الكتاب غربة الراعي يرمز به الكاتب إلى نفسه.
وأما في فقرة "كاتب الأسبوع" فقد تحدث عن الكاتب في صحيفة عكاظ أحمد محمد الحساني، حيث قال عنه: إنه شاعر دمث الأخلاق، وإن علاقته بالقلم قريبة من هموم الناس؛ فهو يكتب عن الجوازات ومكتب العمل مثلاً، ويتنوع فيما يطرح، ويكتب بسياق أدبي وثقافي جميل، حتى لو كان موضوعاً عاماً فهو لا يستطيع أن يخرج الأديب من نفسه، كما أنه كاتب غير متعجِّل جريء في الطرح، وبسببها هناك عدة قضايا مرفوعة عليه، وأوضح "العرفج" أن ما يعيب الحساني ككاتب هو أن مقالاته يتناولها بشكل سريع ولا يعطيها حقها، كما أنه ليس مثيراً للجدل، ولديه تكرار في بعض الأفكار، مقالاته تكون أحياناً طويلة على القارئ.
وفي فقرة "عبارة الأسبوع" وقع اختيار "العرفج" على عبارة "أمة اقرأ لا تقرأ"، وقال بأن مبيعات معرض الكتاب مهولة، لكنها للأسف عبارة عن ديكور في المنزل مثلها مثل الثلاجة، ونصح الجميع بالإكثار من القراءة؛ لأنها تفتح مدارك الإنسان، وتعطيه إبرة تطعيم ضد التفاهات، وتحميه من الاختراق بسهولة، وفي فقرة أبيات الأسبوع تناول "العرفج" قصيدة للشاعر عمر أبو ريشة بعنوان "تتساءلين".
وأخيراً اختتم "العرفج" فقرته بالتعليق على بعض المقاطع الفكاهية والأكثر تداولاً في "يوتيوب".