حذر الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، من تصاعد موجة التطرف داخل المجتمع الأمريكي وتزايد نفوذ المجموعات المسلحة المحلية، وقال إن الأجواء في البلاد اليوم تماثل ما كانت عليه في 19 أبريل عام 1995، عندما قام متطرف أمريكي بتفجير مبنى فيدرالي في أوكلاهوما، متسبباً بمقتل 168 شخصاً. وقال كلينتون، في مقابلة مع CNN "الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الراهنة تشبه تلك التي كانت سائدة آنذاك، وقد تزامنت تلك الفترة مع ارتفاع نبرة الخطاب المتطرف على محطات الراديو، ولكن لدينا اليوم بالمقابل ملايين المواقع الإلكترونية التي تقدم هذه الأفكار." وحذر كلينتون من تزايد قوة التنظيمات المتشددة الأمريكية، والمناهضة للحكومة المركزية، قائلاً إنها ما تزال تشكل أقلية في المجتمع، ولكن وسائل الاتصال المتطورة باتت تسمح لها بالتنسيق والتواصل بسرعة. وأضاف: "أكثر ما يقلقنا اليوم هو إمكانية العثور على مواد خطرة عبر الإنترنت، ومنها على سبيل المثال كيفية صنع القنابل والمواد المتفجرة." وذكر كلينتون، الذي كان يتولى رئاسة الولاياتالمتحدة لدى وقوع هجوم أوكلاهوما، أن عملية التفجير جاءت تتويجاً لمجموعة من العمليات الإرهابية التي بدأت تشنها مجموعات متطرفة منذ مطلع العقد التاسع من القرن الماضي. ولدى سؤاله عن المزاج العام للتنظيمات الأمريكية المتطرفة حالياً مقارنة بما كان عليه قبل ثلاثة عقود قال كلينتون: "بات لدينا اليوم عدد كبير من التنظيمات، وهي تعرض أفكارها اليوم بشكل واسع، وتعتبر أن الخلافات السياسية الحالية في الولاياتالمتحدة هي مقدمات لحرب أهلية." وحذر كلينتون السياسيين الأمريكيين من مغبة إطلاق التصريحات التي يمكن أن تضر بالحكومة المركزية وتساعد المتطرفين على إثبات وجهة نظرهم، وحدد في هذا الإطار ما قاله السيناتور الجمهوري مايكل باكمان، الذي وصف البيت الأبيض بأنه عبارة عن "حكومة من العصابات" بسبب الخلاف حول الضرائب. وأضاف: "هذه التصريحات خطرة وقد تترك تداعيات حقيقية، لأن الكلمات قد تدفع البعض إلى القيام بأمور لم يكن المتكلم يتخيل حصولها." يذكر أن انفجار أوكلاهوما عام 1995 نفذه متطرف أمريكي يدعى تيموثي جيمس ماكفي، الذي أعدمته السلطات عام 2001، واعتبر الهجوم الإرهابي الأعنف في التاريخ الأمريكي حتى وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وقام ماكفي بتفخيخ شاحنة بالمتفجرات واستخدمها لتفجير المبنى الذي تساقطت أجزاء كبيرة منه، وقد اختار ماكفي توقيت الهجوم ليتزامن مع ذكرى المواجهة المسلحة التي وقعت بين الشرطة الأمريكية ومجموعة ديفيد كوروش الدينية عام 2003، واعتقد البعض أن الهجوم من تنفيذ مجموعات إسلامية أول الأمر، قبل أن يتضح أن العملية من تدبير أمريكيين.