تسعى عائشة ابنة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، إلى دفع محكمة الجنايات الدولية التابعة للأمم المتحدة لفتح تحقيقٍ في مُلابسات مقتل والدها وشقيقها معتصم، في أكتوبر الماضي بعد معارك قاسيةٍ وقعت في مدينة سرت. ووجّه محامي عائشة القذافي رسالةً للمحكمة جرى الكشف عنها الثلاثاء، سأل خلالها عن الخطوات التي اتخذت في هذا الاتجاه. وقال المحامي نيك كوفمان: "لقد تم إلقاء القبض على كلٍّ من معمر القذافي ونجله المعتصم وهما حيين، ورغم أنهما أصبحا غير قادرين على إيذاء أحدٍ فقد تمت تصفيتهما بطريقةٍ مروعة عقب أسرهما مباشرة". وأضاف المحامي في رسالته لمدعي عام المحكمة الدولية لويس مورينو أوكامبو: إذا لم تكونوا قد شرعتم بالتحقيق في الجرائم الآنفة الذكر، فيُرجى تقديم التوضيحات للخطوات التي قمتم باتخاذها للتأكد من أن السلطات الليبية الحالية تقوم بالتحقيق في الموضوع بالشكل المناسب، ووفقاً لمعايير التحقيق الدولية". ولم يتلق كوفمان بعد أيَّ ردٍّ مباشرٍ على رسالته من مكتب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية. وكان القذافي قد حكم ليبيا بقبضةٍ حديديةٍ لأكثر من أربعة عقود قبل أن تتم الإطاحة بنظامه في أغسطس الماضي بعد معارك قاسيةٍ اندلعت على خلفية ثورةٍ شعبيةٍ عاتية. من جهتها، تقول الحكومة الليبية الانتقالية: إن القذافي لقي حتفه نتيجة لتبادل إطلاق النار بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي وبعض الموالين للنظام السابق، والذين كانوا برفقة القذافي لدى إلقاء القبض عليه في مسقط رأسه مدينة سرت في العشرين من أكتوبر الماضي. وجرى التكتم على نتائج تشريح جثة القذافي ونجله، إذ أشار تقريرٌ طبي إلى أن الوفاة أتت بسبب طلقة نارية في الرأس، دون تحديد إذا ما كانت الرصاصة قد انطلقت عن قرب أو من مكان بعيد. كما أن جثث القذافي والمعتصم ووزير الدفاع السابق، أبوبكر يونس، عُرضت لأيامٍ في ثلاجة بسوق لبيع اللحم قبل دفنها، الأمر الذي أشار إليه كوفمان في رسالته إلى المحكمة، معتبراً أنها كانت خطوة "تناقض تماماً الشريعة الإسلامية"، وقد أدت إلى إلحاق "ضررٍ معنوي كبيرٍ" بموكلته.