يؤكد الكاتب الصحفي عبدالمجيد الزهراني أن سقوط الطفلة "لمى الروقي" في بئر ارتوازية بمنطقة تبوك حادثة رأي عام، وأن التعاطي "البارد جداً" مع الحادث من قِبل إعلامنا المحلي، خاصة المرئي، يكشف حجم الأزمة الإنسانية والأخلاقية التي يعانيها بعض إعلامنا المرئي، مشيراً إلى حادث مشابه في رومانيا. وفي مقاله "لمى الروقي.. حادثة رأي عام" بصحيفة "الوطن" يقول الزهراني: "سقوط الطفلة ذات السنوات الخمس في بئر ارتوازية بمنطقة تبوك ليس مجرد حادثة عادية، مثله مثل أي حادثة أخرى. وأتحدث هنا من الزاوية الإعلامية، وعلى وجه أدق: من زاوية الضمير الإعلامي الحي".
ويضيف الزهراني "أعرف تماماً أن الطفلة تحت رحمة خالقها، وأعرف أيضاً أن الجهود المضنية والمتواصلة لجهاز الدفاع المدني لا تقف ولا تكل، وكذلك أعرف أن الحادثة قد تكون خاصة بالأسرة المفجوعة في طفلتها، ولكن بما أن الحادثة انتشرت، واتسعت دائرتها، وبخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، فالحادثة تحوّلت من شأن خاص إلى قضية رأي عام؛ وهذا ما يجعلنا نتساءل سؤالاً بسيطاً: أين إعلامنا المحلي، وبخاصة المرئي، من قضية وحادثة لمى، بكل قنواته الرسمية والخاصة؟".
ثم يشير الكاتب إلى حادث مشابه وقع في رومانيا، ويقول: "على اليوتيوب حادثة شبيهة جداً بحادثة لمى، إن لم تكن صورة طبق الأصل منها، هي حادثة لسقوط طفلة رومانية في بئر، ويقول التقرير إن كل من في رومانيا، إعلاماً ومواطنين عاديين، كانوا يحبسون أنفاسهم، دقيقة تلو الأخرى، أثناء عملية الإنقاذ، في تغطية إعلامية متيقظة، ومباشرة ومتواصلة، حتى لحظة استخراج الطفلة. برنامج أو برنامجان في إعلامنا المحلي تناولا حادثة لمى الروقي على استحياء، وكأن الحدث حدث هامشي، لا يستحق أن يشغل بال إعلامنا المحلي، والرسمي بالذات؛ لأنهم طبعاً مشغولون بما هو أهم من قضية طفلة مخنوقة في بئر عمقها 160 متراً، لا يعلم إن كانت حية أو ميتة إلا خالقها".
ويعلق الزهراني قائلاً: "هذا التعاطي البارد جداً مع حادثة رأي عام، كحادثة الطفلة لمى الروقي، يجعلنا ندرك حجم الأزمة الإنسانية والأخلاقية التي يعانيها إعلامنا المرئي، ونقول بعضه كي لا نُعمم".
وينهي الكاتب قائلاً: "شكر كبير لقنوات الإعلام الحديث (تويتر وفيس بوك ويوتيوب) والصحف والمواقع الإلكترونية، التي لم تهدأ دقيقة واحدة منذ سقوط لمى في بئر الاحتمالات".