في الوقت الذي ينتظر فيه الرأي العام، نتائج لجنة الشؤون الصحية بمنطقة الرياض حول ملابسات وفاة مسنٍّ سبعيني قبل تسعة أيام بمستشفى محافظة الأفلاج العام، أثناء انقطاع التيار الكهربائي عنه، وغياب عمل المولدات الاحتياطية تلقائياً، واتهام أسرة المسن المستشفى بالتسبب في وفاة والدهم، أصدرت اليوم الخميس المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض بياناً صحافياً، رداً على الأخبار التي نشرت مساء الأربعاء في الأسبوع الماضي بعدد من الصحف ومنها "سبق"، والتي انفردت بخبرين تحت عنواني: "استنفار بمستشفى الأفلاج العام بعد انقطاع التيار الكهربائي"، و"وفاة مريض أثناء انقطاع التيار الكهربائي بمستشفى الأفلاج العام".
وأشار بيان الصحة الصادر اليوم إلى أن وفاة المريض المسن ليس له علاقة بانقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى الأفلاج، والذي كان بسبب الشبكة "سيسكو"، وتم على الفور تشغيل المولدات الاحتياطية للمبنى الرئيسي للمستشفى بصورة أوتوماتيكية بعد انقطاع التيار الكهربائي "بثوانٍ معدودة"! مؤكدةً أن الكهرباء عملت مباشرة في أقسام المستشفى المهمة.
وجاء بيان صحة الرياض الذي حصلت "سبق" على نسخة منه كالتالي:
"أوضحت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض أن ما نشر عبر عدد من وسائل الإعلام مؤخراً حول وفاة مريض أثناء انقطاع التيار الكهربائي بمستشفى الأفلاج العام مساء يوم الأربعاء 15 صفر 1435ه الموافق 18 ديسمبر 2013م. ليس له علاقة بانقطاع التيار الكهربائي.
وأوضحت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض أن الانقطاع حدث من الشبكة (سيسكو)، وتم على الفور تشغيل المولدات الاحتياطية للمبنى الرئيسي للمستشفى بصورة أوتوماتيكية بعد انقطاع التيار الكهربائي بثوانٍ معدودة، حيث قامت بتغذية جميع الأقسام الهامة في المستشفى، ومنها أقسام العناية المركزة للكبار والصغار والحضانات وغرف العمليات فقط، ولم يحدث أي مشكلات أو أضرار للمرضى المنومين بالمستشفى خلال فترة انقطاع الكهرباء.
وبتوجيه من مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض بتشكيل لجنة عاجلة حيث باشرت اللجنة بالتحقيق حول أسباب وفاة المريض المتوفى وعمره 70 عاماً، حيث دخل المستشفى الأفلاج العام يوم السبت 11 صفر 1435ه، وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أنه يعاني من فقدان للوعي وهبوط في العلامات الحيوية، وكذلك هبوط في نسبة السكر في الدم، فضلاً عن معاناته من التهاب كبدي مزمن وأورام بالكبد مع سكر بنكرياس وبعد إجراء الفحوصات المخبرية تبين أن يعاني من فشل في وظائف الكبد أدى إلى فشل في وظائف الكلى، ونتج عنه فقدان للوعي. وأدخل المريض للعناية المركزة وتم إعطاؤه الأدوية المقوية لرفع ضغط الدم مع عمل الفحوصات اللازمة من أشعة مقطعية على الرأس وأشعة موجات صوتية على الكبد والبطن. وعلاجه بعقار (الأومبرازول) مع عمل الحقنات الشرجية للمريض، لكنه لم يستجب للعلاج، واستمرت حالة الغيبوبة الناتجة عن الفشل الكبدي الكلوي رغم تقوية العلامات الحيوية بالعقاقير اللازمة، إلا أن حالته ساءت بشدة في يوم الأربعاء 15 صفر 1434ه، واستمرت علاماته الحيوية في حالة هبوط مستمر، رغم إعطائه العقاقير اللازمة حتى الساعة الثامنة وخمس دقائق من مساء يوم الأربعاء، حيث حدث توقف مفاجئ في القلب والتنفس مما استدعى إعلان حالة الطوارئ ( كود بلو) خلال دقيقتين، وتم عمل أنبوب للتنفس الصناعي وإعطائه الأكسجين عن طريق جهاز (الأمبوباج)؛ حيث إن المريض لم يكن على جهاز التنفس الصناعي مع عمل إنعاش قلبي رئوي، إلا أنه لم يستجب، وأعلنت الوفاة في تمام الساعة التاسعة من مساء نفس اليوم.
الجدير بالذكر أن المريض المتوفى كان يعالج في أحد المستشفيات المركزية بمدينة الرياض، وغادرها لضعف الأمل في حالته، حيث كان يعاني من سرطان الكبد في مراحله المتأخرة، حيث انتشرت الخلايا الثانوية للورم في الجسم".
رد المحرر:
بداية نشكر المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض على تفاعلها مع الموضوعين اللذين تناولتهما "سبق"، ونود أن نوضح للرأي العام أن كل ما نتمناه هو أن يكون هناك تعاون من قبل الجهات الحكومية والأهلية مع الإعلام بصورة واضحة وشفافة تقضي على الضبابية التي تستخدم أثناء مشاهدة القصور والإهمال الذي يحدث في بعضها، وأن يتخذ القرار المناسب الذي لا يوقع الظلم على أي أحد تأثر من إحدى الدوائر التابعة لها، إن كان ثمة قصور وإهمال هناك.
أولاً- بالنسبة لما تطرقت له الشؤون الصحية حول وفاة المريض أثناء انقطاع التيار الكهربائي بمستشفى الأفلاج العام مساء يوم الأربعاء 15/ 2/ 1435ه، بأنه ليس له علاقة بانقطاع التيار الكهربائي، فقد ذهبت أسرة المسن إلى أن اللجنة التي وقفت لتحقيق في سبب وفاة والدهم لا تصل لتطلعاتهم وآمالهم، وأنهم لا زالوا مستمرين في رفع خطابات وبرقيات لجهات عليا محايدة طلباً لتدخلها بالتحقيق مرة أخرى، ودعم موقفهم بشهود عيان كانوا مرافقين لمرضاهم أثناء تعرض المستشفى لعملية انقطاع التيار الكهربائي، واستعدادهم للإدلاء بشهادتهم لدى أي جهة محايدة.
ثانياً- إشارة لتوضيح صحة الرياض بأن ما تعرض له مستشفى الأفلاج العام من انقطاع التيار الكهربائي أثناء الحادثة بأنه تم تشغيل المولدات الاحتياطية بعد "ثوانٍ معدودة" من الانقطاع الذي تعرض له المستشفى، نؤكد أن مرافقي المرضى الذين كانوا موجودين أثناء الحادثة زوَّدوا "سبق" بثلاثة مقاطع فيديو متفاوتة الزمن تحمل تعليق أحدهم وهو يتجول داخل أقسام مستشفى الأفلاج العام، وبما فيها "العناية الفائقة"، وهذا دليل قاطع على استغراق انقطاع التيار بالمستشفى أكثر بكثير مما ذكر في بيان صحة الرياض، والذين طالبوا بعد إرساله ل"سبق" بحذف اسم المسؤول الذي كان مذيلاً به البيان الصادر من قبلهم!
والغريب في الأمر أن اللجنة التي وقفت على مستشفى الأفلاج بدأت بالتحقيق مع بعض الموظفين في كيفية حصول الإعلاميين على الصور التي نُشرت، علاوة على نقل المقيم المصري مدير الشركة المشغلة للصيانة والتشغيل بمستشفى الأفلاج العام بعد الحادثة إلى منطقة تبوك، على الرغم من أنه سبق وأن منح إنذارات لتعرض المولدات الاحتياطية للأعطال.