أكّد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا وجمهورية إيرلندا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز أن السعودية مصممة على حماية أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط ولو بمفردها، والاضطلاع بمسؤولياتها، ودعم الجيش السوري الحر والمعارضة السورية، بعدما تخاذل الغرب وغض الطرف عن جرائم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران، بل وعقد مع إيران اتفاقاً نووياً، وهو ما يهدد أمن واستقرار المنطقة. وقال في مقال بعنوان" السعودية ستمضي في الطرق .. وحدها "نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية " تتعرض شراكتنا الاستراتيجية مع دول الغرب لاختبار بسبب الاختلاف حول سبل التعامل مع سورياوإيران".
وأوضح " نعتقد أن سياسات الغرب تجاه إيرانوسوريا تخاطر باستقرار وأمن الشرق الأوسط، إنها مقامرة خطيرة، ولا يمكن أن نقف تجاهها مكتوفي الأيدي وصامتين".
وتناول الوضع في سوريا قائلا: " لقي أكثر من 100 ألف من المدنيين مصرعهم، وحسب تقارير باحثين في جامعة "اكسفورد" هناك 11 ألف ضحية تحت سن 17 عاماً، قتل 70 في المائة منهم بهجمات جوية وقذائف مدفعية استهدفت عن عمد مناطق مأهولة بالمدنيين".
وعلق الأمير محمد بن نواف "بينما انصبت الجهود الدولية على إزالة أسلحة الدمار الشامل التي استخدمها نظام بشار المجرم، على الغرب أن يعلم أن نظام بشار نفسه هو أخطر أسلحة الدمار الشامل، وأن الأسلحة الكيماوية ترس صغير في آلة القتل التي يديرها بشار، وفيما يحاول المجتمع الدولي تقديم مبادرات لحل الصراع، يستمر النظام في إحباط أي حلول جدية".
وعن إيران قال "إن القوات الإيرانية لم تدخل سوريا لمواجهة قوات احتلال معادية، بل لتحمي وتؤيد نظاماً شريراً، يعتدي على الشعب السوري ويتسبب له بأضرار شديدة، وما تقوم به إيران في سوريا يعد نموذجاً معروفاً، فهي التي دعم بالمال والتدريب المليشيات في العراق وإرهابيي حزب الله في لبنان والمليشيات في اليمن والبحرين".
وعلق محمد بن نواف قائلاً "وبدلاً من أن يتصدى لحكومتي سورياوإيران، رفض شركاؤنا في الغرب اتخاذ الإجراءات الضرورية ضدهما، بل سمح لنظام الأسد أن يبقى، ولنظام إيران أن يستمر في تخصيب اليورانيوم، والوصول إلى مرحلة التسلح الخطر".
ويؤكّد محمد بن نواف "أن خيارات السياسة الخارجية في بعض عواصم الغرب تخاطر بتهديد استقرار المنطقة، وربما أمن العالم العربي بأكمله، وهو ما يعني أن السعودية ليس لديها خيار إلا أن تكون حاسمة فيما يتعلق بالشأن الدولي، وأكثر تصميماً على الدفاع عن الاستقرار الحقيقي الذي تحتاج إليه المنطقة بشدة".
ويضيف محمد بن نواف "لدى المملكة مسؤوليات ضخمة في المنطقة كمهد الإسلام وواحدة من أقوى دول المنطقة سياسياً، ولديها أيضاً مسؤوليات دولية اقتصادية وسياسية، فهي البنك المركزي للطاقة حول العالم، ولدينا مسؤولية إنسانية لإنهاء المعاناة في سوريا".
وتبدو السعودية أكثر تصميماً على القيام بدورها حين يقول الأمير محمد بن نواف "سوف نسعى للقيام بمسؤولياتنا سواء دعمنا الغرب أو لم يدعمنا، ولا نستبعد أي شيء في سعينا نحو السلام الدائم والاستقرار، كما ظهر في مبادرة السلام العربية التي طرحها الملك عبد الله بن عبد العزيز حين كان ولياً للعهد عام 2002، وذلك بهدف إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
ويشير محمد بن نواف قائلاً "أظهرت السعودية استقلال قرارها حين رفضت مقعد مجلس الأمن، والذي تحول إلى دكان للكلام بينما حياة العديد من البشر مهددة ويتسبب العجز عن الفعل في ضياع فرص عديدة لتحقيق الأمن والسلام" .
ويؤكّد محمد بن نواف "سنستمر في تصميمنا على الوفاء بمسؤولياتنا عبر دعمنا للجيش السوري الحر والمعارضة السورية، ومن السهل على البعض في الغرب التعلل بالعمليات الإرهابية للقاعدة في سوريا من أجل التردد والوقوف مكتوفي الأيدي، بينما أنشطة تنظيم القاعدة هي أحد أدلة فشل المجتمع الدولي في التدخل، إن الطريق لمنع التطرف في سوريا أو أي مكان آخر يكون بدعم أبطال الاعتدال مالياً ومادياً وحتى عسكرياً إذا لزم الأمر، أما إذا فعلنا غير ذلك فسوف تستمر الكارثة الإنسانية والفشل الاستراتيجي".
ويوضح الأمير محمد بن نواف أكثر تصميماً وهو يقول"سوف تستمر السعودية على نهجها الجديد كلما دعت الضرورة، فقد توقعنا أن يقف معنا الأصدقاء والشركاء الذين حدثونا كثيراً في السابق عن القيم الأخلاقية في السياسة الخارجية، ولكن هذا العام ومن كثرة الحديث عن "الخطوط الحمراء "، يبدو شركاؤنا أنهم على استعداد تام للتنازل عن أمننا والمخاطرة باستقرار منطقتنا."