أكد استشاري الأمراض المعدية، بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، الدكتور أحمد الحقوي، أن أعراض العدوى بفيروس "الإيدز"، تختلف من شخص إلى آخر، وتختلف - كذلك - بحسب مرحلة الإصابة بالفيروس. وقال: "لا يلاحظ معظم المصابين بالفيروس التقاطهم للعدوى بفيروس العوز المناعي البشري المكتسب، وقد تظهر لدى بعض من يلتقطون "الفيروس" أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، وذلك لفترة محدودة، تمتد من أسبوعين إلى ستة أسابيع، ولكن المصاب لا يهتم بهذه الأعراض عادةً؛ لأنها شبيهة بأعراض الرشح، أو الإنفلونزا".
وأضاف: "خلال المرحلة الباكرة من الإصابة بالفيروس، تحتدم المعركة بين الخلايا "سي دي 4"، وفيروس العوز المناعي البشري المكتسب لمدة ثمانية أو تسعة أعوام، من دون أن يلاحظ الشخص المصاب شيئاً".
وأردف: "الأعراض لا تظهر في المرحلة الأولى عند معظم الناس، الذين يصابون بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري المكتسب، وأخيراً تنتهي هذه المرحلة بعدوى خفيفة، أو بأعراض مزمنة، مثل: تضخم العقد اللمفية، وهذا ما يكون - غالباً - من العلامات الأولى للإصابة بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري المكتسب "الإيدز"، ومنها: الإسهال، ونقص الوزن، والحُمّى، والسُعال، وضيق النفس".
وقد استضاف مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، الدكتور "الحقوي"؛ ليجيب عن أسئلة المتصلين على هاتف المركز 8002494444، ومتابعي وزارة الصحة على حسابها في "تويتر" @SAUDIMOH.
وقال: "خلال المرحلة المتأخرة من الإصابة بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري المكتسب، يمكن أن يبدأ ظهور أعراض أكثر خطورة، مثل: تعب دائم مجهول السبب، وتَعَرُّق ليلي غزير، ورعدة أو حُمّى تتجاوز حرارة المريض فيها 38 درجة مئوية لعدة أسابيع، وتورم العُقد البلغَميّة لأكثر من ثلاثة أشهر، وإسهال مزمن، وصداع دائم".
وأضاف: "يبدأ "الإيدز" عندما تتدهور خلايا المناعة من نوع "سي دي 4"، وتظهر لدى الشخص المصاب بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري المكتسب إصابة بعدوى انتهازية، والعدوى الانتهازية هي عدوى لا تصيب الناس عادة إذا كان جهازهم المناعي سليماً، وتختلف الأعراض والعلامات حسب نوع العدوى".
وأردف: "لا يوجد - حتى الآن - علاج يشفي من "الإيدز"، ولكن المعالجة المتوفرة اليوم، تستطيع إبطاء تطور المرض نحو الأسوأ، وتحسين نوعية حياة المريض، وترتكز معالجة "الإيدز" على كبح نمو "الفيروس"، وتحسين نوعية حياة المريض، وهذا ما يُسمى العلاج العالي الفعالية المضاد لفيروسات القهقرى، وهو يجمع - عادةً - بين ثلاثة أدوية، أو أكثر".
وتابع: "تعتمد معالجة "الإيدز" على مقدار فيروس العوز المناعي البشري المكتسب في الدم، وهذا ما يُسمى "الحمْل الفيروسي"، ويُقاس "الحمل الفيروسي" عند بداية المعالجة، ثم يُكرر القياس كل ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر من المعالجة، وفي بعض الحالات يكون تكرار الاختبار أسرع من ذلك".
وقال "الحقوي": "الأدوية المستخدمة في معالجة "الإيدز" تشمل: أدوية مضادة للفيروسات، وأدوية مُثَبِّطَة للاندماج، والأدوية المضادة للفيروسات تُبطئ نمو وتكاثر فيروس العوز المناعي البشري المكتسب "الإيدز"، بينما توقف الأدوية المُثبطة للاندماج تكاثر "الفيروس"، من خلال منع اندماج غشاء الفيروس بغشاء الخلايا اللمفية سي دي 4".
وأضاف: "في حالة التزام المريض بالخطة العلاجية، فإن فعالية الدواء تكون قوية، ويتحول بعدها "الفيروس" إلى مرض مزمن، كالأمراض المزمنة الأخرى، مثل: "ارتفاع الضغط، أو السكري"، ولا تظهر أعراض أو علامات على المريض، تميزه عن الأشخاص الآخرين".