سيلاحظ سكان المملكة بعد صلاة فجر يوم غدٍ الثلاثاء في الأفق الشرقي جرمين لامعين نسبياً في التدرج اللوني للون الشفق قبيل شروق الشمس، أحدهما أكثر تألقاً من الثاني، في ظاهرة فلكية تسمى "الاقتران"، تحصل لكوكبي "عطارد" و"زحل". وقال الباحث الفلكي عضو سديم الحجاز الفلكي ملهم محمد هندي: "هي ظاهرة متكررة بين الأجرام السماوية، وتحدث بشكل متكرر، وهي نتيجة دوران الأرض والكواكب في مداراتها، فتقع ثلاثة كواكب على استقامة تقريباً، فيرى سكان الأرض تقارباً ظاهرياً بين هذه الكواكب".
وأكد أن المميز في اقتران "عطارد" و"زحل" هذا العام أنهما يظهران متجاورين بمسافة لا تزيد على درجة سماوية واحدة، لكن توقيت ظهورهما في وقت حرج قبيل شروق الشمس مباشرة يقلل كثيراً من إضاءتهما، وسيكون كوكب "عطارد" أكثر تألقاً ولمعاناً، أما "زحل" فهو الأقل إضاءة.
وأضاف: "عطارد هو الكوكب الأقرب للشمس ويعتبر من الكواكب الصخرية وأكثرها احتواء على الحديد لذلك يلقب بالكوكب الحديدي، وحجمه يوازي 0.056 من حجم الأرض، والسنة فيه تقدر ب88 يوماً بسبب مداره الصغير حول الشمس، إلا أن اليوم فيه مثل 58 يوماً على الأرض وهذا لبطء دورانه حول نفسه".
وتابع: "أما زحل صاحب الحلقات الأجمل والأشهر فهو الكوكب السادس بعداً عن الشمس، وهو كوكب غازي، ويطلق عليه الكوكب الطافي، حيث إن كثافته أقل من الماء، فلو أتينا ببحر يستوعبه لطفا زحل ولن يغرق فيه، ويوازي حجمه 760 مرة مثل الأرض، وهو ثاني الكواكب حجماً بعد المشتري، وبسبب طبيعته الغازية فإنه يدور حول نفسه بسرعة كبيرة، فيقدر اليوم عليه بعشر ساعات فقط، بينما يحتاج انتهاء السنة عليه 30 سنة أرضية".
ولفت إلى أن "المُفارقة في هذا الاقتران أنه بين أقرب الكواكب للشمس نستطيع رؤيتها بالعين المجردة وبين أبعد كوكب تراه العين، فقد كان قديماً يعتقد أن زحل هو حدود مجموعتنا الشمسية فلم يكن الإنسان يستطيع رؤية الكواكب الأبعد".