امتداداً لمبادراتها المتواصلة في توعية مختلف شرائح المجتمع بعمليات الاحتيال المالي، نظّمت البنوك السعودية ممثلة بلجنة الإعلام والتوعية المصرفية مؤخراً، وبالتعاون مع جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية بجدّة، ندوة توعوية لمنسوبي وأعضاء الجمعية من ذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين، للتعريف بعمليات الاحتيال المالي وسبل الوقاية منها، وذلك بقاعة الدكتور عبدالله دحلان، بالغرفة التجارية الصناعية بمدينة جدّة. وتناولت الندوة التي شارك بها خبير الاحتيال المالي مدير إدارة مكافحة الاحتيال المالي والتحقيق ببنك ساب، خالد الغدير، عرضاً وافياً حول وسائل الاحتيال المالي وأكثرها شيوعاً، إلى جانب ما عرضته أمام الحضور لأبرز المحاذير والتعليمات الواجب التقيّد بها عند تنفيذ العمليات المصرفية، واستخدام القنوات الإلكترونية كالهاتف المصرفي وأجهزة الصرف الآلي، وكذلك البطاقات الائتمانية، وذلك للوقاية من أي محاولة للتحايل والإيقاع بعملاء البنوك في مصيدة الاحتيال. ووجّه المشاركون خلال الندوة منسوبي الجمعية من ذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين بضرورة الاهتمام بمعاملاتهم المصرفية، مشددين على حصر تحديث البيانات البنكية والأرقام السرية من خلال فروع البنك فقط، والمحافظة على المعلومات البنكية ومحذرين من إفشائها للآخرين، وكذلك الاستجابة للأشخاص المجهولين بتسديد فواتيرهم من خلال حسابات أخرى. كما اشتملت الندوة على عرض لمجموعة من نماذج لحالات واقعية لعمليات التحايل، بهدف إطلاع الحضور على بعض الطرق التي يلجأ إليها المحتالون للإيقاع بضحاياهم، لا سيما تلك الحالات التي تعتمد على استغلال طيبة بعض العملاء وحاجتهم للمساعدة مثل كبار السن عند تنفيذ العمليات البنكية عبر القنوات الإلكترونية أو عند استخدام البطاقات الائتمانية. وشهدت الندوة تفاعلاً كبيراً من أعضاء ومنسوبي الجمعية من الجنسين، الذين عرضوا عدداً من التساؤلات والمطالبات التي تعنى بدفع البنوك السعودية إلى بذل المزيد من الخطوات وتوسيع قاعدة خدماتها الخاصة بشريحة المكفوفين، كتخصيص موظفي خدمات عملاء مؤهلين لتلبية احتياجات المكفوفين، وكذلك تخصيص أجهزة صراف آلي ناطقة لتمكين المكفوفين من تنفيذ عملياتهم المصرفية من خلالها براحة وسهولة وأمان. وشدد أمين عام عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ خلال اللقاء على حرص البنوك السعودية وتوجهها المتواصل لتوسيع قاعدة الجهات المستهدفة لحملاتها التوعوية الخاصة بعمليات الاحتيال المالي، سعياً وراء ترسيخ الثقافة المصرفية السليمة، وتنقية بيئة التعاملات المصرفية في المملكة من مختلف وسائل الاحتيال، حفاظاً على حقوق العملاء ومصالحهم بالدرجة الأولى، مؤكداً أن "الوعي" يبقى المحور الرئيس لتفويت الفرصة على المحتالين من تحقيق غاياتهم. وأشار "حافظ" إلى أن هذه الندوة والتي يأتي تنظيمها بالتعاون مع جمعية إبصار، تندرج ضمن المبادرات التوعوية التي دأبت البنوك السعودية على إطلاقها، بالتعاون مع قطاع واسع من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، بالنظر إلى المصلحة المجتمعية التي تسعى إلى تحقيقها، موجهاً شكره وتقديره لجمعية إبصار والقائمين عليها، لما أبدوه من تعاون ومشاركة حيوية في سبيل إنجاح الندوة، في الوقت الذي أكد فيه تبني مطالب الحضور وحرصه على متابعة تلبيتها بالتنسيق مع البنوك السعودية. من جانبه نوّه أمين عام جمعية "إبصار" محمد توفيق بلو بأهمية هذه الندوة التي نظّمتها البنوك السعودية بالتعاون مع "إبصار" للتحذير من عمليات الاحتيال المالي وسبل الوقاية منها، ضمن حملة "لا تفشيها" التي تتبنّاها البنوك السعودية لرفع مستوى الوعي بعمليات الاحتيال المالي. وأشار إلى أنه قد تم خلال الندوة توزيع توصيات الحملة ورسائلها التوعوية بلغة "برايل"، في الوقت الذي سيتم فيه بث أكثر من 20,000 رسالةSMS على جوالات المعاقين بصريا المسجلين في جمعية إبصار، وذلك بهدف الرفع من مستوى وعي عملاء البنوك من ذوي الإعاقة البصرية من خلال الالتزام بتوجيهات وتعليمات استخدام القنوات المصرفية الإلكترونية والحفاظ على سرية المعلومات الشخصية والبيانات المصرفية ، موضحاً أن دعوة الحملة تعزز من مستوى الوعي لدى ذوي الإعاقة البصرية من جهة، وتحفّزه نحو الاستمرار في الاعتماد على الوسائل المصرفية الإلكترونية في تنفيذ احتياجاته المصرفية.
ودعا "بلّو" إلى ضرورة عقد المزيد من هذه الندوات التوعوية، على ضوء النجاح والنتائج الإيجابية التي حققتها الندوة، وما أتاحته من فرصة للتواصل المباشر بين أعضاء الجمعية وممثلي البنوك السعودية، لعرض مطالب الأعضاء والرد على استفساراتهم. وأكد على أهمية تأهيل موظفي البنوك للتعامل مع ذوي الإعاقات بمختلف أنواعها وأن تخصص البنوك على الأقل بفروعها الرئيسية موظفاً متخصصاً في التعامل مع ذوي الإعاقات الخاصة، لإنهاء الإجراءات كافة، لتقديم الخدمات المصرفية دون الحاجة إلى شاهد أو معرّف، لاسيما وأن القواعد العامة لفتح وتشغيل الحسابات البنكية في تحديثها الرابع قد منحت الاختيار لكفيف البصر على سبيل المثال لا الحصر بين إحضار معرّف أو التعرف من خلال المسؤولين بالفرع على شروط وأحكام فتح وتشغيل الحسابات البنكية، بحيث تبنى العلاقة البنكية بين كفيف البصر والبنوك على أساس الثقة والتكامل. وطالب في ذات الوقت بضرورة توفير البنوك أجهزة صراف آلي تتعامل مع احتياجات المكفوفين والمعاقين حركياً على الأقل بجوار البنوك الرئيسة.