تستعد محافظة الدائر بني مالك بمنطقة جازان ليوم الجمعة القادم، حيث انطلاقة مهرجان البن الأول في جبال جازان، الذي تحتضنه المحافظة برعاية من أمير جازان. وتحتضن المحافظات الجبلية شرق منطقة جازان أكثر من 70 ألف شجرة بن, ويبلغ عدد الذين يحترفون زراعة البن 592 مزارعاً في المحافظات الجبلية, فيما تضم محافظة الدائر بني مالك وحدها أكثر من 54 ألف شجرة موزعة على 439 مزرعة، ولذلك تم اختيار المحافظة لاحتضان المهرجان.
ويعوّل المسؤولون عن مهرجان البن في جبال جازان ليكون داعماً لزراعة البن ومعززاً لاستثمار قيمته الاقتصادية فضلاً عن كون المهرجان واحداً من عوامل الجذب لاستقطاب الزوار والسياح نحو المحافظات الجبلية التي تمتلك طبيعة سياحية متميزة تؤهلها لتكون مقصداً سياحياً مهماً.
وتعد محافظة الدائر بني مالك واحدة من المحافظات الجبلية ذات الطبيعة الساحرة بمنطقة جازان، وتقع إلى الشرق من مدينة جيزان بنحو 130 كيلومتراً وتبلغ مساحتها نحو 1000 كيلومتر مربع، وحاضرتها مدينة الدائر ويتبعها إدارياً ستة مراكز، هي "الحشر وآل زيدان ودفا وعثوان والسلف والجانبة"، فيما تتنوع طبيعتها الجبلية لتضم عدداً من الجبال من أشهرها جبال "طلان وثهران وعثوان وخاشر والحشر والعريف وشهدان والرميح والشجعة والعزة".
وطبيعة المحافظة جبلية تتخللها أودية متعددة، من أهمها "واديا ضمد ودفا" اللذين ذكرهما الحموي في معجم البلدان، والهمداني في صفة جزيرة العرب، كما ورد ذكرهما في الآثار والأشعار القديمة إلى جانب العديد من الأودية التي تجري فيها المياه طوال العام، وبها أنواع متعددة من الأحياء المائية، وعلى ضفافها تتنوع البيئة النباتية وتظللها الأشجار الخضراء المعمرة، فضلاً عن وفرة الغطاء النباتي الكثيف وتنوع الحياة الفطرية ووفرة الثروة الحيوانية.
وتشتهر الدائر بني مالك بالمدرجات الزراعية الجميلة التي تزرع فيها الحبوب، كالذرة والدخن والشعير وكذلك زراعة الموز، ونجاح زراعة الأناناس والجوافة والمانجو والبرتقال واليوسفي، إلى جانب زراعة البن الخولاني الشهير، ومن أهم أشجارها العرعر واللبخ والزيتون والتالق والسدر والشث "شجر الدباغة" ومختلف الحشائش المدارية، وبها أصناف متنوعة من النباتات الطبية والأشجار العطرية كالكاذي والبعيثران وأنواع متعددة من الرياحين.