يعتبر رجال الدفاع المدني خط الدفاع الأول في مواجهة الكوارث في أي بلد وفي إنقاذ وإغاثة المتضررين، ولكن هل استعد الدفاع المدني لدينا لهذه الحالة المطرية التي توقعها خبراء الأرصاد والمحللون؟. "سبق" بدورها سألت مدير الإعلام والناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني العقيد عبدالله العرابي الحارثي: هل للدفاع المدني آلية جديدة للتعامل مع المتغيرات المناخية ومواجهة مخاطر الأمطار والسيول؟.
وأجاب العقيد الحارثي: "تتبنى المديرية العامة للدفاع المدني إعداد خطط للتعامل مع كافة المخاطر التي تهدد سلامة أبناء الوطن والمقيمين به، بما في ذلك المخاطر المرتبطة بالمتغيرات المناخية، وفي مقدمتها مخاطر الأمطار والسيول".
وأوضح أنه: نظراً للطبيعة الفجائية لهذه النوعية من المخاطر الطبيعية، والتي ربما يتعذر التنبؤ الدقيق بها قبل حدوثها بساعات قليلة، تعتمد خطط الدفاع المدني في مواجهتها بالأساس على تعزيز الإجراءات الوقائية، وتشمل الرصد الدقيق للمواقع التي تمثل خطورة في حال سقوط أمطار غزيرة".
وأضاف: "لدينا خارطة تفصيلية لهذه المواقع في جميع مناطق المملكة ومراقبة أي مستجدات في مجاري السيول والأودية، بالإضافة إلى إعداد خطة للتدخل السريع للتعامل مع أي حوادث في هذه المواقع تتضمن بث الرسائل التحذيرية والإرشادية على ضوء ما يرد من بيانات بشأن احتمالات سقوط الأمطار من قبل، ونشر الوحدات والفرق الميدانية المجهزة بكل ما يلزم من معدات وقوى بشرية وآلية لأعمال الإنقاذ في الأنفاق والأودية والمواقع المنخفضة، وإخلاء المتضررين إلى مواقع آمنة".
وذكر أنه "تتضمن الآلية استخدام طيران الآمن للوصول إلى المواقع التي قد يتعذر الوصول إليها براً في حال تضرر الطرق المؤدية إليها".
وأشار إلى أن هذه الخطط والاستعدادات يتم تطويرها وتحديثها بصفة مستمرة لاستيعاب كافة المتغيرات والمستجدات، والاستفادة من أحدث التجارب والخبرات والمعدات في أعمال الإنقاذ المائي، وقد أثبتت هذه الخطط نجاحها في الحد من الخسائر الناجمة عن الأمطار والسيول التي تعرضت لها المملكة خلال السنوات الماضية، وكذلك خلال مشاركة فريق الإنقاذ السعودي في مساعدة الشعب الباكستاني جراء الفيضانات التي تعرضت لها باكستان قبل ثلاثة أعوام.
وتابع: "وتتضمن هذه الخطط إجراء مسح وقائي شامل لكافة المواقع المعرضة لمخاطر الأمطار والسيول والتنسيق مع كافة الجهات الأعضاء بمجلس الدفاع المدني في تنفيذ الإجراءات الوقائية وتنفيذ خطط مواجهة الطوارئ الخاصة بالأمطار والسيول للحد من هذه المخاطر وفق مهام محددة لكل جهة من الجهات الأعضاء بمجلس الدفاع".
وفي رده على سؤال آخر عن استعدادات الدفاع المدني وعدد الفرق المجهزة لهذه الحالة المطرية وآلية توزيعها على المناطق، أجاب: "تتكامل جهود مديريات الدفاع المدني بالمناطق للوصول لأعلى درجات الجاهزية والاستعداد في تنفيذ خطط التعامل مع مخاطر الأمطار والسيول للاستفادة من كافة الإمكانات والآليات، وهناك وحدات متخصصة لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول في كل منطقة مجهزة بفرق من الغواصين والقوارب السريعة والآليات ضمن تشكيلات الدفاع المدني في جميع المناطق، بالإضافة إلى قوات الطوارئ الخاصة للدفاع المدني، والتي يتوفر لها كل الإمكانات لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول، وما قد ينتج عنها من حوادث الانهيارات الصخرية أو انهيارات المباني".
وأوضح أنه يتم توزيع هذه الفرق والوحدات تبعاً للمواقع الأكثر عرضة لمخاطر الأمطار والسيول في كل منطقة وبما يمكنها من سرعة الانتقال لهذه المواقع في أقصر وقت ممكن، بالإضافة إلى اعتماد الدفاع المدني على تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي في بث الرسائل التحذيرية للوقاية من مخاطر الأمطار والسيول في حال تضرر شبكات الاتصالات السلكية في أي منطقة.
ولفت إلى أن الاستعدادات تشمل دعم وإسناد المناطق الأكثر عرضة لمخاطر الأمطار والسيول بوحدات إضافية من أقرب المناطق باستخدام طائرات القوات الجوية لنقل الأفراد والمعدات، والتنسيق مع الطيران الأمني لاستخدام الطائرات العمودية في أعمال الإنقاذ في المناطق الجبلية، وكذلك إيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين.