استنفرت وكالة "ناسا"، التلسكوبات الفضائية والأرضية، وعلماء الفلك والفلكيين المحترفين والهواة على حد سواء، لرصد وتصوير الضيف القادم من أعماق الفضاء، المذنب "ISON" آيسون C/2012 S1، الذي اكتشفه عالما الفلك الروسيان فيتالي نفسكي، وآرتيوم نوفيتشونوك، في مدينة كيسلوفودسك، وذلك في شهر سبتمبر 2012، باستخدام تلسكوب قطره 16 بوصة. وقال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء الباحث الفلكي الدكتور شرف السفياني: تكمن أهمية هذا المذنب لدى علماء الفلك أنه صمد في مواجهة الشمس، ويعد من بين ألمع المذنبات التي تدخل نظامنا الشمسي خلال ال 50 سنة الماضية، كما يرى العلماء أن هذا المذنب فرصة لدراسة مكونات المذنبات، وتأثير الرياح الشمسية فيها.
وأضاف "السفياني": من المتوقع أن يصل المذنب إلى أقرب نقطة له من الشمس في 28 نوفمبر الحالي 2013، حيث سيصل إلى أعلى درجات اللمعان ما لم ينفجر ويتلاشى بسبب حرارة الرياح الشمسية التي من المتوقع أن تصل إلى أكثر من 2500 درجة مئوية على سطحه، مما يُسبب سرعة التبخر وتكوًّن ذيل عظيم خلف المذنب من البخار والغبار يعكس أشعة الشمس، ما يجعل له لمعاناً ظاهرياً كبيراً، قد يفوق لمعان كوكب الزهرة، كما يقدّر ذلك علماء الفلك.
ويقدر العلماء حجم نواته بنحو 5 كم مكونة من الجليد والغبار الكوني، وهو من المذنبات القادمة من سحابة أورت التي تحيط بمجموعتنا الشمسية.
وفيما يتعلق بخصوص رصده، قال الدكتور "السفياني": بعض العلماء يرى أنه يُمكن بالعين المجرّدة، لكن الأنباء حتى الآن تشير إلى غير ذلك، أما بالتلسكوبات فيمكن ذلك وحتى الدرابيل العالية الجودة قد تساعد على رؤيته، وذلك قبل شروق الشمس بساعتين جهة الشرق حيث انه يُوجد هذه الأيام في كوكبة العذراء، وسيكون - بإذن الله - خلال اليومين القادمين بالقرب من نجم السنبلة وهو ألمع نجوم العذراء، كما يمكن للمهتمين تحين الفرصة يوم 22 نوفمبر الحالي، عندما يكون المذنب بالقرب من كوكب عطارد، وهي فرصة للمهتمين بالتصوير الفلكي لالتقاط الصور الفريدة والمميزة لهذا الحدث الفلكي المثير.