قدمت إدارة التربية والتعليم بالعاصمة المقدسة مساءلة خطية لوكيل مدرسة بلال بن رباح المتوسطة عن أسباب قيامه بغسيل دورات المياه في مدرسته. وكان وكيل المدرسة الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية قد غسل دورات المياه بمدرسته في موقف قال عنه إنه موقف تربوي وديني واجتماعي، مؤكدًا أن حاجة المدرسة دفعته للقيام بذلك بعد غياب العمالة الوافدة بالمدرسة نظرًا للحملة الوطنية التي انطلقت مؤخرًا ضد مخالفي أنظمة الإقامة والعمل. من جهة أخرى أبدى عدد من التربويين امتعاضهم من توجيه إدارة التعليم المساءلة للمعلم على ما قام به لمعرفة الدوافع التي دفعته للقيام بذلك، بدلاً من أن تقدم له شهادة شكر وتقدير على هذا العمل الجليل الذي نتمنى أن يغرسه كل تربوي في نفوس طلابنا للاعتماد على أنفسهم بدلاً من الاستعانة بالعمالة الوافدة. وقال التربويون إن ما قام به وكيل المدرسة عمل يشكر عليه فهو قدم نموذجاً لمفهوم النظافة التي تعتبر جزءًا من حياة الطالب والمعلم. وتساءل التربويون: "كيف تريد وزارة التربية والتعليم من المعلمين أن يغرسوا في نفوس طلابهم حب العمل، والاعتماد على النفس، والاهتمام بنظافة المكان الذي نعيش فيه، وها هي إحدى إدارتها التعليمية تسائل المعلم بعد قيامه بذلك؟!". من جهته نفى الناطق الإعلامي بتعليم منطقة مكةالمكرمة، طلال الردادي، أن تكون الإدارة قد حققت مع وكيل المدرسة، موضحاً أن كل ما في الأمر أنه تم إرسال خطاب استفسار لمدير المدرسة لدراسة ما قام به الوكيل ومعرفة هل نفّذ العمل بمشاركة الطلاب والمعلمين أم بشكل فردي، أم ضمن برامج النظافة التي تتبناها الإدارة حتى تستطيع تحديد واجبها نحو المدرسة. وأكد في الوقت نفسه أن الإدارة لن تتوانى عن دعم الجهود التطوعية لنظافة البيئة المدرسية وشكر القائمين عليها، مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة برامج تتبناها الإدارة هي "نظافة مكة مسؤوليتي" أحد مخرجات برنامج تعزيز المفاهيم النبوية، والذي تتبناه وزارة التربية والتعليم، ويهدف لتعزيز العمل الجماعي التطوعي المستدام، ونقل ثقافة ومفهوم أن "النظافة مسؤولية الجميع"، وضرورة غرسها في نفوس الناشئة، وبرنامج "نظافة مدرستي مسؤوليتي"، وحملة "فينا خير"، وكلها تحظى بدعم مباشر من إمارة المنطقة والجهات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني.