حذر قادة أجهزة الاستخبارات البريطانية اليوم من تزايد خطر التهديدات الإرهابية ضد بريطانيا وعدد كبير من دول العالم بسبب الأزمة الأمنية الخطيرة التي تعيشها سوريا. وأجمع مدير عام جهاز الاستخبارات الداخلية "إم. آي 5" أندرو باركر ورئيس الاستخبارات الخارجية "إم. آي 6" سير جون سواير ومدير مركز الاتصالات الحكومي سير اين لوبان خلال أول جلسة مساءلة برلمانية علنية على أن نشاط الإرهاب في العالم مازال يتخذ منحى تصاعديًا خطيرًا بالنظر إلى عدد الضحايا الذين يسقطون جراء العمليات الإرهابية.
وقالوا إن أكبر التهديدات الإرهابية مصدرها سوريا واليمن ومالي والصومال ومناطق جنوب آسيا مؤكدين أن أجهزة الاستخبارت البريطانية ستبذل كل ما في وسعها من أجل وقف تلك التهديدات والعمل على إخماد الأنشطة والتحركات الإرهابية داخل بريطانيا بشكل خاص.
وبينوا أن عدد البريطانيين الذين قتلوا في الخارج منذ بداية العام الجاري فاق العدد الذي سجل خلال الأعوام السبعة السابقة مجتمعة.
وأوضح قادة أجهزة الاستخبارات الثلاثة أن "تقييم الأخطار يتم من خلال التعاون الوثيق مع أجهزة الاستخبارت الغربية الحليفة" لكنهم اعترفوا في المقابل بحاجتهم للتعاون مع الدول التي لديها سجلات سلبية في مجال حقوق الإنسان "وذلك بهدف حماية الأمن الوطني".
وكشف مدير عام جهاز الاستخبارات الداخلية خلال مداخلته عن نجاح منظمته منذ هجمات قطارات الأنفاق في لندن عام 2005 في إحباط 34 مخططاً إرهابياً ضد بريطانيا، منها محاولتان وصفهما بالكبيرتين موضحًا أنهما كانتا تهدفان لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.
وأكد "باركر" أن الاستخبارت الداخلية تراقب عن كثب الآلاف من البريطانيين والمقيمين في بريطانيا ممن يشتبه في تعاطفهم مع الجماعات المتطرفة وتجنيد الشباب للقتال في سوريا والذين يمكن أن يشكلوا بدورهم تهديدًا مباشرًا على أمن البلاد في المستقبل.
وردًا على سؤال حول علاقات أجهزة الاستخبارات البريطانية بشركائها الغربيين وعلى رأسهم الاستخبارات الأمريكية شدد مدير مركز الاتصالات الحكومي سير اين لوبان على أن جميع أنشطة المركز التجسسية تتم وفق القوانين المعتمدة وتخضع لمراقبة الحكومة ولجنة الدفاع والأمن في مجلس العموم.
وجدد "لوبان" تأكيد زملائه من الأجهزة الأخرى على أن ما قام به العميل الأمريكي ادوارد سنودن اللاجئ في روسيا من تسريب كبير وخطير للأسرار الأمنية كان بمثابة "ضربة موجعة" لعمل الأجهزة السرية وطرق مراقبتها للمشتبه بهم وكيفية جمع المعلومات المتعلقة بهم وبأنشطتهم.
وأكد أمام لجنة الدفاع والأمن أنه يملك أدلة قاطعة على استفادة جهات "عدوة" من الأسرار التي سرّبها سنودن غير أنه امتنع عن كشفها أمام كاميرات التلفزيون واقترح عرضها على اللجنة البرلمانية في جلسة لاحقة مغلقة.