أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء المملكة شهدت الكسوف الشمسي الأخير العام الجاري عصر اليوم الأحد، حيث وقعت كامل مناطق المملكة في شبه ظل القمر ورصدت بدايته وذروته العظمى وغربت الشمس في حالة كسوف. وبين رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة: أنه قبل بداية الكسوف في سماء المملكة حدث الاقتران لقمر العام الهجري الجديد 1435 عند الساعة 3:50 عصراً بتوقيت مكةالمكرمة، حيث وقع القمر مباشرة بين الأرض والشمس، وهذه الظاهرة عادة تكون غير مرئية من الأرض نظراً لأن القمر يعبر فوق أو أسفل الشمس ولكنها رصدت في المناطق التي حدث فيها الكسوف قبل " الاقتران " واستطاع القاطنون هناك رؤية لحظة " الاقتران " التي لم تكن مشاهدة في المملكة نظراً لحدوثها قبل بداية الكسوف محلياً.
وقد نظم قسم المرأة والطفل بالجمعية فعالية علمية بالتزامن مع الكسوف وذلك ضمن البرنامج الفلكي لتوعية رياض الأطفال بالظواهر الفلكية وذلك بمشاركة عدد من الأطفال والنساء والمهتمين، حيث اشتملت الفعالية على درس لظاهرة كسوف الشمس وكيفية حدوثها وطرق رصد الكسوف بطرق مبسطة إلى جانب إقامه مسابقة للتلوين ومسابقة للأسئلة العامة إضافة لرصد مباشر لمراحل كسوف الشمس إلى جانب رصد مجموعة من البقع الشمسية النشطة تعبر سطح الشمس والذي يعرف بالفوتوسفير.
ووفرت الجمعية كافة وسائل الرصد الآمن للكسوف من خلال التلسكوبات المزودة بمرشحات ضوئية وتم توزيع نظارات خاصة تخضع للمواصفات ومقاييس الجودة العالمية حيث تعمل على منع الأشعة ما فوق البنفسجية والأشعة ما تحت الحمراء بنسبة 100 % إضافة إلى حجب الضوء المرئي بنسبة 99.999 % نظراً لأن مراقبة الشمس تختلف عن باقي الأجرام بسبب الإشعاعات التي تصدر عنها.
وترجع أهمية كسوف الشمس وخاصة في المناطق التي يعبر فيها المسار المركزي للكسوف الكلي أنها تتيح الفرصة لدراسة الطبقة الخارجية للغلاف الجوي للشمس " الهالة " التي حيرت العلماء نظراً لأن درجة حرارتها بالملايين في حين أن درجة سطح الشمس لا يزيد على 5.500 درجة مئوية، حيث يتم عمل تخطيط للمجالات المغناطيسية وعمل العديد من القياسات في محاولة لمعرفة السبب وراء ذلك.
جدير بالذكر أن كسوف الشمس المقبل في سماء المملكة سيكون جزئياً في سبتمبر 2016.