أعلنت المملكة المغربية مساء أمس الأربعاء استدعاء سفيرها في الجزائر للتشاور، عقب تصريحات في خطاب تُلِي الإثنين باسم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في قمة أبوجا بنيجيريا بشأن الصحراء الغربية، وصفتها الرباط ب"الاستفزازية والعدائية". وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان أوردته وكالة الأنباء المغربية الرسمية: إن هذا القرار "يأتي عقب تواتر الأعمال الاستفزازية والعدائية للجزائر تجاه المملكة، لاسيما في ما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية".
وأضافت: "وعلى وجه التحديد، فإن الرسالة التي وجهها يوم 28 أكتوبر الجاري الرئيس الجزائري لاجتماع بأبوجا، والتي اكتست طابعاً عدائياً للمغرب، تعكس هذه الرغبة المقصودة في التصعيد، وتؤكد هذا المسعى الرامي إلى العرقلة والإبقاء على وضعية الجمود".
وتابعت "أن المضمون الاستفزازي المتعمد، والعبارات العدائية للغاية التي تضمنتها هذه الرسالة الصادرة، فضلاً عن ذلك، عن أعلى سلطة في البلاد، تعكس بجلاء موقف الجزائر كطرف فاعل في هذا الخلاف، وتكشف بكل وضوح إستراتيجيتها الحقيقية القائمة على التوظيف السياسي للقضية النبيلة لحقوق الإنسان".
وكان المغرب قد انتقد- عبر وكالة الأنباء الرسمية- دعوة الرئيس الجزائري في خطاب وجهه إلى قمة عقدت في أبوجا النيجيرية الإثنين، وقرأه نيابة عنه وزير العدل الطيب لوح، إلى "بلورة آلية لمتابعة ومراقبة حقوق الإنسان في إقليم الصحراء، باعتبارها ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى".
وأوضح البيان أنه "خلال فترة استدعاء سفير جلالة الملك للتشاور، ستواصل الممثليات الدبلوماسية والقنصلية للمملكة في الجزائر، في العمل تحت سلطة قائم بالأعمال".
ويأتي التوتر بين المغرب والجزائر اللذين أغلقا الحدود البرية بينهما منذ 1994، في خضم مهمة جديدة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء كريستوفر روس بهدف إخراج هذا النزاع من المأزق.
ومن المقرر أن تجري مشاورات بهذا الشأن الأربعاء في مجلس الأمن الدولي.
ويقترح المغرب حكماً ذاتياً واسعاً للصحراء الغربية تحت سيادته، في حين تطالب جبهة البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.
وعارض المغرب بشدة، وبنجاح، في إبريل مشروع قرار أمريكي يهدف إلى توسيع مهمة البعثة الدولية للصحراء لتشمل قضايا حقوق الإنسان.
غير أن العاهل المغربي الملك محمد السادس حذّر في خطاب أخيراً أمام البرلمان من "الإفراط في التفاؤل".
وقال: إن "قضية الصحراء واجهت خلال هذه السنة، تحديات كبيرة تمكنا من رفعها، بفضل قوة موقفنا، وعدالة قضيتنا، غير أنه لا ينبغي الاكتفاء بكسب هذه المعركة، والإفراط في التفاؤل".
وأضاف: "إن الوضع صعب، والأمور لم تُحسم بعد، ومناورات خصوم وحدتنا الترابية لن تتوقف، مما قد يضع قضيتنا أمام تطورات حاسمة". وحض "الجميع، مرة أخرى، على التعبئة القوية واليقظة المستمرة".
وتابع: "بدل انتظار هجومات الخصوم للرد عليها، يتعين إجبارهم على الدفاع، وذلك من خلال الأخذ بزمام الأمور، واستباق الأحداث والتفاعل الإيجابي معها".