احتدم الجدل حول قيام أجهزة "آي فون وآي باد" بالتجسس علي مستخدميها، بعدما أعلن الباحثان "ووردن" و "آلن" اللذان اكتشفا ملفاً سرياً في نظام التشغيل يحفظ إحداثيات المواقع التي يزورها المستخدم مع تاريخ ووقت هذه الزيارات، ما دعا البعض إلى ملاحقة شركة "أبل" بدعاوى قضائية، وفي نفس الوقت نفى مؤسس شركة "أبل" ستيف جوبز أن تكون شركته تتعقَّب مستعملي أجهزة "آي باد وآي فون". وقال تليفزيون "فرانس 24" في تقرير على موقعه اليوم الأربعاء: ما كنا نتوقعه بصورة عامة وغير محددة، وأشرنا إليه عدة مرات، يحدث بالفعل، وشركة "أبل" لم تقاوم إغراء تطوير هذه التقنية في تطبيقاتها، ونتحدث عن إمكانية رصد تحركات مستخدم هاتف الآي فون وتجميع المعلومات الخاصة به. هذا ما أعلنه الباحثان "ووردن" و"آلن" اللذان اكتشفا ملفاً جديداً في آخر تحديث لنظام التشغيل الصادر في يونيو الماضي يحفظ إحداثيات المواقع التي يزورها المستخدم مع تاريخ ووقت هذه الزيارات، وذلك على مدى عام كامل على الأقل، ويبدو أن الأمر مقصود، ذلك أنه يتم نقل هذا الملف إلى جهاز الكومبيوتر عند وصله بالآي فون، كما يتم نقله إلى جهاز هاتف جديد من جهاز قديم، وتسهل استشارة الملف على جهاز الكومبيوتر، إلا أن الآي فون أو الكومبيوتر لا يرسلان هذا الملف إلى شبكة "أبل". باختصار يوجد هناك ملف على هاتف المستخدم يسمح لي أو لأي شخص يتمكن من استشارته بمعرفة كافة تحركاته اليومية بالتاريخ والساعة، على مدى عام كامل على الأقل، والسؤال الذي تردده وسائل الإعلام المختلفة، يتعلق بهوية الجهات التي يمكن أن تستفيد من هذه التقنية، والإجابات المحتملة كثيرة بدء من أجهزة الشرطة والأمن، وانتهاء بشريك حياة غيور، إلا أن المتوفر من المعلومات حتى الآن لا يؤكد أن هناك جهة معينة تقوم حالياً، بالفعل، باستثمار التقنية المذكورة، وإنما يحمل الأمر دلائل أكثر سوء من ذلك حول الفلسفة التي تقوم عليها صناعة المعلوماتية، أي تطوير كافة الإمكانيات الفنية، وبصرف النظر عن أي وازع أو مانع أخلاقي يتعلق باحترام الخصوصية وأسرار الحياة الشخصية، ودون طلب أو تكليف من أي جهة، بحيث تكون مستعدة لطلب من هذا النوع، أو ما هو أسوأ من ذلك، أن تقدمه إلى زبائن محتملين قبل أن يطلبوه. والأمر لا يتعلق ب "أبل" وحدها، حيث اتضح أن أجهزة الهواتف الذكية المجهزة بأنظمة تشغيل أخرى مثل جوجل تتضمن في إصدارتها الأخيرة هذه التقنية مع تفاصيل مختلفة، وبالتالي فإننا نتحدث عن قاعدة أو منهج للعمل في صناعة المعلوماتية، بل ونعرف أنها قاعدة العمل في الصناعة بشكل عام، وأعني أنهم لا يشغلون بالهم بأمور تافهة مثل احترام الحريات والخصوصية والحياة الشخصية، ذلك إننا مستهلكون، يمكن أن نتحول إلى مستهلكين من قطاعات الإعلان والترويج والتسويق، وكل ما يتعلق بصفاتنا الإنسانية والمجتمعية هي أمور، كما قلنا، تافهة ولا أهمية لها بالنسبة لهم. ونقلت صحيفة " ديلي ميل " عن مؤسس شركة "أبل" ستيف جوبز نفيه أن تكون شركته تتعقَّب مستعملي أجهزة "آي باد وآي فون" بهدف معرفة مالكي البرمجيات الملحقة التي تمنع قوانين الشركة ترخيصها. وقالت الصحيفة: إن رد جوبز جاء في رسالة إلكترونية رداً على شكوى تقدَّم بها أحد الزبائن. وقال جوبز: "نحن لا نتعقب أحداً. المعلومات التي تدور هنا وهناك خاطئة ومضللة". وكان الشاكي قد بعث برسالة إلكترونية إلى مدونة الشركة على الإنترنت هي عبارة عن تساؤل لجوبز نفسه جاء فيها: "هل يمكنك توضيح مدى ضرورة وجود أداة تعقب المواقع المضمنة في جهازي "آي فون وآي باد"؟ لقد كان اكتشافي لذلك أمراً مزعجاً، وكذلك تسجيل مكان وجودي في جميع الأوقات.. ربما أمكنك أن تفسِّر هذا الأمر لي قبل أن أتحوَّل إلى جهاز الأندرويد، فعلى الأقل هم لا يتعقبونني". وكانت محكمة اتحادية أمريكية قد شهدت في وقت سابق رفع دعاوى قضائية ضد شركة "أبل"، تتهم الشركة وثمانية صناع تطبيقات شعبية لهاتف "آي فون" بأنهم عملوا على تيسير تبادل معلومات خاصة عن العملاء مع عدد من المعلنين. ورغم تقرير إخباري زعم أن عديداً من التطبيقات تتقاسم هذه البيانات الشخصية، إلا أن الدعاوى استهدفت 8 تطبيقات؛ أبرزها القاموس، وقناة الطقس، وراديو الإنترنت، وتطبيق "تكست بلس" للرسائل، وغيرها.