بعد شهور من الاضطراب في مصر، يلح ضباط الجيش على قائده الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي يتمتع بشعبية كبيرة، أن يترشح للرئاسة؛ بعد أن كانت انتفاضة عام 2011، قد أحيت آمالاً في تغيير ديمقراطي، في الدولة التي هيمن عليها العسكريون طويلاً. وكان الجيش عزل الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي، وهو أول رئيس منتخب في اقتراع حر في أوائل يوليو تموز؛ بعد مظاهرات ضخمة مناوئة له.
وذكرت مصادر في الجيش: أن كبار الضباط أبلغوا "السيسي" في سلسلة اجتماعات على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة، ببواعث قلقهم بخصوص القلاقل السياسية.
وقال ضابط في الجيش، طلب ألا ينشر اسمه: "أبلغناه بأننا نحتاج إلى الحفاظ على الاستقرار. مصر تحتاجه، والشعب يحبه ويريده. يضاف لذلك من غيره يمكن أن يترشح؟ ليس هناك من هو في مثل شعبيته".
وكان الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي أطاحت به انتفاضة 2011، كثيراً ما يشير إلى "الاستقرار" كشغل شاغل، وهو يسحق معارضيه على مدى 30 عاماً.
وقال ضابط في الجيش: إنه والكثير من زملائه يساندون "السيسي". وقال: "نختلف فيما بيننا في الشؤون السياسية طول الوقت. وكانت لنا وجهات نظر مختلفة في عهد "مبارك"، وفي عهد "مرسي"، لكننا الآن متفقون على السيسي".
وبعث "السيسي" في المقابلات الإعلامية بإشارات متباينة، بخصوص احتمال ترشحه قائلاً: إنه لا يسعى للسلطة، لكنه ترك الاحتمال قائماً في أحدث مقابلة.
وأشار عدد من ضباط الجيش في مقابلات مع "رويترز" إلى أن: "السيسي" صار أكثر تقبلاً للفكرة في الشهر الأخير. وقال ضابط كبير: "كان يقول من قبل (لا يمكن). الآن يقول (فلننتظر ونرى)... إن كان هذا ما يحتاجه البلد، ويريده الشعب، فلا يمكن أن نخذلهم".
وأضاف: "إلى الآن لم يقدم إجابة مباشرة بخصوص ما إذا كان سيرشح نفسه، لكننا ندرك أنه يستمع إلينا، ولا يرفض الفكرة".